عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2011   #4


الصورة الرمزية فهد الهليمه
فهد الهليمه متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2866
 تاريخ التسجيل :  25 - 07 - 2011
 أخر زيارة : 12-05-2016 (09:13)
 المشاركات : 89 [ + ]
 التقييم :  66
 اوسمتي
العضو المميز 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حآئل من آلآلف لليآء...آرجـــو ـآلثبيت



حرب الفساد بين قبائل الطائيين::
-----------------------------------------------
نشبت هذه الحرب بين قبيلة الغوث وبين جديلة , وتعاقبت بينهم حتى طال أمدها وبلغت مائة وثلاثين عاما حيث يذكر المسعودي إنها لم تكن حربا كسائر الحروب.
أدى ذلك إلى نزوح بني جديلة إلى بلاد الشام , وقد عرفت تلك الجهة التي نزحوا إليها بحاضر طيء , ويشير البلاذري إلى ذلك الموضع بالشام فيقول: انه بعد حرب الفساد التي وقعت بينهم حين نزلوا الجبلين فتفرق منهم سائر بني فطرة وتفرق باقون منهم في البلاد حيث لحقوا بحاصر قنسرين من إعمال حلب وخالطوا هناك الأسباط وغيرهم وتزوجوا منهم.
أما ابن حزم فهو يحدد تلك البطون التي نزحت من قبيلة جديلة الطائية من بلاد الجبلين إلى الشام فيقول: "وجلوا كلهم عن الجبلين في حرب الفساد , فلحقوا بحلب وحاضر طيء , حاشا بني رومان بن جندب بن سعد بن فطرة فبقوا في الجبلين".
وهكذا لم يبق من جديلة إلا بنو رومان بمنطقة حائل , وكان من اشهرهم تيم بن ثعلبة , وكان يقال لبنيه بعدها مصابيح الظلام ومنهم السيد المشهور اوس بن حارثة بن لأم ممن سبقت الإشارة إلى زعامته في حربهم مع قبيلة اسد وانتصاره عليهم.
وقد لعب ملك الغساسنة الحارث بن جبلة دورا في إصلاح ذات البين بين جديلة والغوث , حتى توقفت الحروب بينهما , فلما مات عادت تلك القبائل إلى حربها من جديد , فكان يوم "اليحاميم" بينهم من اشهر أيام العرب , يصف ابن الاثير أحداث هذا اليوم فيقول: فالتقت جديلة والغوث بموضع يقال له "غرثان" فقتل قائد بني جديلة وهو اسبع بن عمرو لأم.
كما شهد عدي بن حاتم هذا اليوم وكان زيد الخيل يعمل على وقف القتال والتداعي إلى الصلح بينهم يقول عدي: "واني لواقف يوم اليحاميم والناس يقتتلون إذ نظرت إلى زيد الخيل قد احضر ابنيه مكنفا وحريثا في شعب لا منفذ له وهو يقول: "أي بني ابقيا على قومكما فان اليوم يوم التفاني , فان يكن هؤلاء أعماما فهؤلاء أخوال".
وقد دارت الحرب يومئذ على "مناع" إحدى مواضع أجا , حين أقبلت قبائل الغوث كل قبيلة عليها رئيسها منهم زيد الخيل وحاتم بن عبدالله الطائي الجواد , حيث التقوا بجديلة بعد اجتماعها على اوس بن حارثة , وقد اقتتلوا يومئذ قتالا شديدا فانهزمت جديلة وقتل منها الكثير.
ولم يحضر حاتم بن عبدالله الطائي هذه الحرب فكان مجاورا لبني بدر من جيرانهم آنذاك وكان من جراء يوم اليحاميم أن نزحت بقية جديلة من حائل , يقول ابن الاثير: "ولم تبق لجديلة بقية للحرب بعد يوم اليحاميم , فدخلوا بلاد *** فحالفوهم وأقاموا معهم".

علاقة الطائيين بالمناذرة في الحيرة::
------------------------------------------------------
ارتبطت قبائل طيء في الجبلين برابطة الدم والعصبية بإخوانهم الذين نزحوا إلى الحيرة فنزلوها منذ القرن الثالث الميلادي حيث شاركوا في تأسيسها.
ويذكر ابن ال***ي أن ملك الحيرة عمرو بن المنذر عقد حلفا مع الطائيين على أساس ألا ينازعوا في أرضهم ولا يغزوا ولا يفاخروا عليهم , ولكنه حدث أن خرج عمرو لغزو اليمامة , فلم يصب منها شيئا , وفي طريق عودته , مر بمنازل طيء , فشجعه احد رجالات بني تميم زرارة بن عدس على غزوها والنيل منها قائلا له: "لا ينبغي لأي ملك إذا غزا أن يرجع ولم يصب فمل على طيء فانك بحيالها ".
استجاب الملك لرأيه , فمال إليهم فأسر وقتل منهم وغنم , فما لبث بعد رجوعه إلى الحيرة أن اخذ عمرو بن ملقط الطائي يحرض الملك على زرارة التميمي , وهكذا عملت قبائل طيء على الثأر من تميم لما جرى من زعيمها زرارة , وكان عمرو بن المنذر قد ترك ابنا له عنده , فلما شب رمى بضرع ناقته , فكان أن شد عليه احد رجال تميم فقتله وهرب.
انتهزت طيء الفرصة , وأخذت تحرض ملك الحيرة عليهم والخروج معهم حتى اقسم ليقتلن منهم مائة إن ظفر بهم , وسار في طلبهم حتى بلغ أوارة , وكان عمرو بن ملقط على مقدمة جيشه آنذاك , حيث قاتلوهم وانتصروا عليهم , وتمكنوا من اسر الكثير منهم , يقول ابن الاثير: "فأتوه (يعني الملك) بتسع وتسعين رجلا سوى من قتلوه في غارتهم فقتلهم" ، وهكذا ثأرت طيء لنفسها من تميم وصار يوم اوارة الثاني من أيام العرب المشهورة.
عادت بعدها علاقة الطائيين إلى سابق العهد من المودة والحلف مع ملوك الحيرة , فصار شيوخهم ورؤساهم يفدون إلى الحيرة فينالون من الحظوة والمكانة لديهم.
وفي عهد النعمان بن المنذر عمل كسرى فارس على إخضاع منطقة حائل في نجد لسلطانه , فأرسل إلى النعمان فاستجاب لطلبه وسيّر جيشا إليهم بعد أن شجعه احد الطائيين وهو اوس بن سعد حيث قال له: "أنا أدخلك بين جبلي طيء حتى يدين لك أهلها".
ولكن بني سنبس من قبيلة الغوث قبلوا التحدي ورفضوا دخول جيش ملك الحيرة بلادهم , فاستعدوا لمنازلة أعدائهم , كما تجهز حاتم الطائي مع قومه بني اخزم للقاء المغيرين عليهم , وكانوا يجاورون إخوانهم السنبسين من جهة الشمال , يقول حاتم في موقف اوس الطائي المتخاذل يومئذ:




و لقد بقي بجلاد اوس قومه
ذلا وقد علمت بذلك سنبـس
حاشا بنـي سنبـس انهـم
منعوا زمار ابيهم ان يدنسوا
وتواعدوا ورد القرية غدوة
وحلفت بالله العزيز لنحبس



وهكذا وقف بنو سنبس مع بني أخزم قوم حاتم ضد هؤلاء المغيرين فحالوا دون تحقيق السيطرة عليهم , ولم يقبلوا بالخضوع لسلطان المناذرة أو الفرس ولعل فشل النعمان في تحقيق أهداف كسرى فارس كان احد تلك الأسباب الهامة التي أدت إلى غضب كسرى , فلم يلبث أن أرسل في استدعائه إلى عاصمة ملكة بالمدائن حينذاك.
وعلى الرغم من تلك العلاقة التي كانت تربطه مع الطائيين , إلا انه عندما طلب منهم أن يمنعوه فأبوا عليه لا خوفا من كسرى ولكن لأمور سياسية أخرى ، فأقبل حتى نزل بني شيبان في ذي قار سرا حيث لقي هانئ بن مسعود الشيباني , فأودعه أهله وماله , وتوجه إلى المدائن وقد بعث ملك الفرس إليه من قيده وأرسله إلى خانقين لحبسه فيها , وكان موته قبل الإسلام فلما مات استعمل كسرى اياس بن قبيصة الطائي على الحيرة.

علاقة شيوخ طيء بالغساسنة::
----------------------------------------------
كان يسكن بلاد الشام عناصر اغلبها عربية منذ العصور القديمة , حيث نزحت من داخل الجزيرة مثل العمورين أو التعمرين والكنعانيين والانباط , كما نزحت قبل الإسلام إليها من قبائل *** وغسان وعذرة وجذام وغيرها, حتى صارت تكون غالبية سكان الشام.
ومن أهم القبائل التي نزحت إليها إبان حرب الفساد التي اشرنا إليها كانت جديلة التي نزحت نحو قنسرين وحلب من أرض الشام فصارت تعرف بحاضر طيء.
وكما يذكر ياقوت فتنه لم يبق من جديلة إلا بني رومان , حيث نزح جلهم إلى الشام , أما ابن الاثير فأنه يشير إلى أن البقية الباقية منهم كان نزوحها بعد هزيمتهم في يوم اليحاميم المذكور. وهكذا أقامت تلك البطون الطائية بأرض الغساسنة في الشام.
وتتضح علاقة الغساسنة مع الطائيين في الجبلين في اهتمامهم الدائم بما كان يجري بينهم من غارات وحروب , والعمل على إيقافها ومحاولة الإصلاح بينهم , فمن ذلك ما بذله الملك الغساني الحارث بن جبلة في سبيل رأب الصدع بين القبائل الطائية وقد نجح في ذلك , لكن بعد وفاته عادت الحروب بينهم.
كما تبدو العلاقة الوثيقة قبيل ظهور الإسلام بهؤلاء الطائيين , وذلك عندما اتجه كثير منهم إلى اعتناق النصرانية والتي انتشرت في بلاد الشام آنذاك , يتجلى ذلك في حديث عدي بن حاتم وقوله: "كنت ملك طيء آخذ منهم المرباع وأنا نصراني , فلما قدمت خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم هربت إلى الشام , وقلت الحق بأهل ديني من النصارى فلما قدمت الشام أقمت بها".
كما تتضح مظاهر هذه العلاقة الحسنة بالملك الغساني في قيامه بإهداء سيفين إلى الفلس صنم طيء المعروف وقد بقيا معلقين به في مكانه , حيث كان ذلك منصوبا بالحبس.


علاقة الطائيين بملوك كنده في نجد::
-----------------------------------------------------
قدم حجر بن عمرو المعروف بأكل المرار إلى نجد ونزل ببطن عاقل , وكان اللخميون في الحيرة قد ملكوا من تلك البلاد ولا سيما بلد بكر بن وائل , فنهض حجر بهم وحارب اللخميين وأنقذ أرض بكر منهم , وقد استطاع أن ينتزع جانبا من تلك النوايى التي كانت تحت سيطرة اللخميين المناذرة.
سار النضر في ركاب ابنه الحارث , حيث كتب له النجاح في توسيع مملكة كنده في نجد , وبلغ من قوته انه تمكن من ضم إمارة الحيرة , وان يجلس على عرش المناذرة وذلك في النصف الأول من القرن السادس الميلادي.
وعلى الرغم من محاولته غزو بلاد الشام , إلا أنه لم يسع نحو غزو بلاد الجبلين القريبة منه , كما حاول النعمان بن المنذر وقد أصبحت سائر القبائل تهاب ملك كنده وتستنجد به , يذكر ابن الاثير انه لما أصاب بنو عامر من تميم فأنهم دعوه أن يغزو معهم , فكان أن وقع ذلك اليوم المعروف "بيوم ذي نجب" من أيام العرب.
ولما سار حجر بن الحارث ديار بني اسد بعد ذلك في جنوب جبلي طيء تمكن من التغلب عليهم فقتل الكثير من أشرافهم , واسر بعضهم , مما ترك الأثر السيئ في نفوس القوم , وعقدوا العزم على الانتقام منه , وما لبثوا أن نفذوا وعيدهم حيث تمكنوا من قتله.
وتتضح علاقة كنده مع الطائيين عندما لجأ امرؤ القيس بعد مقتل أبيه إلى قبائل العرب الأخرى لنجدته وفي مساعدته على الأخذ بثأر أبيه , والانتقام من بني اسد , وكان هؤلاء في حلف مع قبائل طيء.
فقد سار امرؤ القيس نحو بلاد الجبلين حيث نزل على المعلى بن تميم من بني ثعلبة , ثم على شيخ بني اخزم من ثعل , وبني عمه عمرو بن ربيعة من سكان أجا آنذاك.
كذلك كان نزول الشاعر الكندي المعروف على بني جرم وزعيمهم ثعلبة بن عمرو بن الغوث , وهكذا ظل يتنقل أمير كنده امرؤ القيس بين قبائل طيء وشيوخها عساه يجد عونا منهم على قتلت أبيه , ولكنة لم يوفق في مسعاه.
وعلى العكس من ذلك فقد حدث أن أغار احد أفراد بني لأم على إبله , ويذكر ابن الأثير أن الذين أغاروا على إبله قوم من جديلة يقال لهم بنو زيد فأخذوها منه , وكان بنو ثعل على ما يبدو حماة إبله آنذاك , يتضح ذلك من شعره في تلك المناسبة:




تبيت لبوني بالقرية امنـا
واسرحها غبا بأكناف حائل
بنو ثعل جيرانها وحماتها
وتمنع من رماة سعد ونائل



كما يتضح من رواية ابن الاثير أن الحرب وقعت بين قبائل طيء بسبب امرؤ القيس , وخاصة بعد أن انتقل إلى رجل من بني ثعل يقال له حارثه بن مر , فهو يصف موقفهم حينذاك قائلا: "وكانت أمور كبيرة , فلما راى امرؤ القيس أن الحرب قد وقعت بسببه خرج من عندهم" ، ولا شك أن الطائيين لم يكن في صالحهم إذ ذاك تقديم يد العون له , ففي ذلك ما كان يثير حفيظة المنذر ملك الحيرة عليهم فيعمد إلى غزو بلادهم , لا سيما وانه لم يكن قد مضى من الوقت الكثير عندما راح المنذر ينتقم من ملك كنده حيث التقى بهم فيما عرف بيوم "اوارة الأول"وقد وقع قبل يوم "اوارة الثاني" ، ويمكن القول بان الطائيين كانوا يعملون على حرية بلادهم وعدم وقوعها تحت سيطرة المناذرة أو غيرهم من القوى التي كانت تسعى في سبيل إخضاع المنطقة كالفرس , وذلك في أعقاب نزولهم سميراء وفيد في جوار بني اسد واستقرارهم في الجبليين منذ القرن الثالث الميلادي.





يتبع....,~


 
 توقيع : فهد الهليمه

توقيعك مخالف لشروط شبكة نشامى شمر

تم الحذف من قبل المشرف العام


رد مع اقتباس