عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2011   #9


الصورة الرمزية فهد الهليمه
فهد الهليمه متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2866
 تاريخ التسجيل :  25 - 07 - 2011
 أخر زيارة : 12-05-2016 (09:13)
 المشاركات : 89 [ + ]
 التقييم :  66
 اوسمتي
العضو المميز 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حآئل من آلآلف لليآء...آرجـــو ـآلثبيت



نتابع0000

عبدالرحمن بن زيد السويداء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نستطيع القول أن البيت القديم في حائل هو ذلك المسكن الذي يضم أسرة بأكملها. ومشيد من الطين والخشب بتعاضد أبناء الحي بعيدين عن العمالة الوافدة وبأجرة رمزيه تكاد تكون مجرد حصوله على وجبة غداء أو عشاء .
فمنهم المتخصص ببناء الحيطان ومنهم المتخصص في تجريد العسيب للأسقف ومنهم المتخصص في ترميل الأسقف وذلك بربط العسيب بأخشاب الأسقف التي تحضر من خشب شجر الأثل . وقد عايشت تلك الفترة في أواخر الثمانينيات بعد الثلاثمائة وألف للهجرة النبوية ، حيث شاهدتْ كيف يتم بناء الحائط من الطين وتركيب الأبواب والأسقف وتبليط السطوح بالطين وإنشاء الميلة ( وهي أعمدة لتكوين القبب أمام الأحـواش وفي السطوح ) وسنتطرق بالتفصيل ما أمكن عندما نتحدث عن كل جزء من أجزاء ذلك البيت وبأسمائها المتعارف عليها في تلك الأيام ومرجعيتها باللغة العربية .
عبدالرزاق بن حمود الشغدلي*
(1)الباب الطالعي :-
وهو أول إطلالة تواجه القادم للبيت القديم بعد أن يدخل الحارة أو الحي . وأشهر تلك الحارات في حائل في ذلك الوقت حارة السويفله ولبده وبرزان وسرحه والعليا والزباره وعفنان ومغيضه .
( والحاره )[1]
عبارة عن ممر لايتجاوز عرضه في الغالب أربعة أمتار ويصل طوله إلى مائتين متر ولايأخذ غالباً شكل الإستقامه ويتخلله ممرات صغيره مسدودة وعلى جانب تلك الممرات تقع البيوت القديمة المتراصصة في مبانيها إلى حد أنه ومن شدة التراصص والتداخل بين تلك البيوت تجد أن الغرف السفلية مملوكة لشخص وبعض الغرف العلوية مملوكه لشخص آخر .
ونعود بالحديث عن الباب الطالعي والذي بمثابة المدخل الرئيسي للبيت القديم وقد عرّف الباب في اللغة
[2] بأنه المدخل أو الطاق الذي يُدْخل منه وبمعنى مايُغْلق به ذلك المدخل من الخشب وغيره وجمعه أبواب وبيبان كتاج وتيجان ويقال أيضاً أبوبه .
قال الشاعر : -
هتاك أخبية ولاج أبوبـة
يخلط بالبر منه الجدّ والينا
(2)المرزاب:-
لم أجد في قاموس اللغة العربية تعريف لكلمة (المرزاب ) وقد تكون كلمة فارسية بدليل التعريف لكلمة المرز في اللغة
[1]
وتعني الحباس الذي يحبس الماء فارسي معرب والجمع مروز . ومرزبان في الحديث ؛ أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم . قال هو بضم الزاي أحد مرازبة الفرس وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك وهو معرّب .
وفي لهجتنا العامية المرزاب هو قطعة خشبية تصنع من خشب الأثل بطول لايتجاوز المترين ويحفر من خلالها مجرى لنزول مياه الأمطار من على سطوح البيوت القديمة يوضع له فتحة في الحائط الخارجي ويثبت من خلالها على سطح البيت بواسطة خلطة من الطين أو الجص . وأحياناً يصنع المرزاب من الزنك على شكل ما صورة مبرومة منحنية في آخرها تجاه الأرض بانحناء لايتجاوز عشرين سنتمتر وهناك طرق أخرى لتصريف مياه الأمطار من فوق سطوح المنازل القديمة باستخدام
( السيالة )
[2] وهي مجرى يحفر بالحائط الخارجي باتجاه الأرض حيث يخرج المطر من خلال الفتحة بالسطح عبر ذلك المجرى ويطلى عادة بالجص أو الأسمنت العادي كي لا يتسبب نزول المطر وغزارته في تشقق جوانب الحائط الطيني للبيت القديم .
(3) السويق:-
يعرّف السويق في اللغة
[1] بأنه ما يتخذ من الحنطة أو الشعير وجمعه أسوقه ويقال السويق المقل الحتى والسويق النبق الفتي . وقال شيخنا هو دقيق الشعير أو السلت المقلو ويكون من القمح والأكثر جعله من الشعير . وقال أعرابي يصفه هو عدة المسافر وطعام العجلان وبلغة المريض . وفي الحديث ؛ فلم يجد إلا سويقا فلان منه وقال أبو عمرو السويق ( الخمر ) ويقال لها أيضاً سويق الكرم .
وأنشد سيبويه لزياد الأعجم :ـ
تكلفني سويق الكـرم جـرم
وما جرم وما ذاك السويـق
وما عرفت سويق الكرم حرم
ولا أغلت به مذْ قام سـوق
ومثنية السويق ( عقيبة بين الخليص والقديد ) والسواق كزناد الطويل الساق عن أبن عمر وأنشد للحجاج :ـ
بمخدر من المخاديـر ذكـر
يهتذ رومي الحديد المستمـر
عن الظنابيب وأغلال القصر
هذك سواق الحصاد المحتضر
( المحذر ) القاطع (الحصاد ) بقلة . وقال ابن عباس السواق ( طلع النخل إذا خرج وصار شبراً ) وقيل السواق هو ما سوق وصار ساق من النبت .
والسويق في عاميتنا هو المدخل الرابط بين الباب الطالعي والباب الوسطي والذي هو مدخل النساء إلى داخل البيت غالباً وباب القهوة هو مدخل للرجال إلى مجلسهم . ويأتي السويق على هيئة طريق غالباً مسقوف وبه من أعلى فتحة من خلال السطح مطلة على الباب الطالعي تستخدم عند إجابة صاحب البيت أثناء وجوده بالسطح لمن هو عند الباب الطالعي خاصة في أول الليل عندما يتجه أصحاب البيت لتلك السطوح للنوم بعيدين عن أجواء المكيفات المستحدثة . ويطلق على تلك الفتحة اسم ( الفاج )
[2]والسويق عادة يكون بطول ثمانية أمتار تقريباً ويصل عرضه إلى اثنين متر ومكسية حوائطه الداخلية بالجص الأبيض ليعطيه جمالاً . ويتخلله باب القهوة وهو مماثل للباب الطالعي من حيث تركيبه عدى أنه يكون مصنوع من خشب أخف من الباب الطالعي وهو من أجمل الأبواب في البيت القديم إذ يزدان بالنقوش الدائرية والمثلثة والزخارف ذات الألوان الحمراء والزرقاء والسوداء والصفراء وهو الباب المخصص لمجلس الرجال وسمي ( باب القهوة ) لأن مجلس الرجال يسمى القهوة .
كذلك يتخلل السويق ( الباب الوسطي ) وهو الذي يتجه من خلاله الداخل للبيت وعادة يستخدم من قبل النساء وهو مشابه للباب الطالعي من حيث تركيبه ونوعية الخشب المستخدم في صنعه . عدى أن الضبة من النوع الطويل تكون من الداخل وتفتح بواسطة حبل يخرج إلى الجهة المقابلة للباب عن طريق خرم صغير فيهزْ ذلك الحبل حتى تنفتح الضبة وتسمى تلك الهزة باللهجة العامية
( بالقرقعه )
[3] والكلمة العامية الشائعة ( قرقع الباب ) تعني محاولة فتحه من خلال ذلك الحبل وعملية فتح الضبة بواسطة القرقعه تحتاج لإنسان متدرب وماهر إذْ يصعب على صغار السن فتحها . وتتم تلك العملية بمسك الحبل باليد اليسرى وهزّه لأعلى بينما إصبعان من اليد اليمنى تكون ممسكة بلسان الضبة ما بين الحائط والباب وعندما يتم تحريك الحبل لأعلى يدفع اللسان بالإصبعين للخلف حيثما أرتفع قفل الضبة والتي تسمى بأسنان الضبة . وقد مارست بنفسي فتح مثل هذا النوع من الضبة وفي بداية حياتنا وعندما كنا صغاراً يصعب حقيقة إجادة فتحها من قبلنا إلاّ بالممارسة والتكرار . وما أحلى ما نسمع في تلك الأيام من ترديدات لبعض الأناشيد التي تتعلق بالباب والقرقعة .
(4)الليوان
تكون مغطاة ويعرف الليوان[1] بالإيوان وهو المكان المتسع من البيت يحيط به ثلاث حيطان [ فارسية ] .
وفي لهجتنا العامية الليوان هو ذلك المكان الذي عادة ما يكون مفتوح من جهته الأمامية يشبه القبة حيث يحيط به ثلاث حيطان ويأتي في الغالب قبل المجلس الخاص بالرجال [ القهوة ] وهو بمثابة مكان جلوس للرجال في أوقات الصيف ويكون الليوان أحياناً فوق سطح مجلس الرجال في الدور العلوي من البيت القديم وله درج مستقل قرب مجلس الرجال ويشتمل أحياناً على كمار ووجار لإيقاد النار وحيطانه في الغالب بالجص المزخرف ومقدمته المفتوحة تغطى أحياناً بالشبك الناعم لكي لا تتسلل الطيور من خلاله سواءً العصافير أو الحشرات أو الخفاش الذي عادة ما يخلد للنوم في مثل هذه الأماكن فيحصل لها الاتساخ من دمائها .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] تاج العروس ج6 ص : 388 .
[2] الفاج : يعرف في كلام العرب بأنه التفريج بين الشيئين كمثل الرجل إذا فاجّ بمعنى باعد إحدى رجليه عن الأخرى ليبول . لسان العرب ج10 ص : 186 .
وابتعاد السقف عن السقف فيما بينهما سمي بلغتنا العامية فاج وهذا المسمى قريب من الاسم في لغتنا العربية .
[3] القرقعة : قرقع قرقعة بمعنى أسمع صوتاً جافياً كصوت وقوع الحديد على الحديد أو نحــو ذلــــك [ عامية ] . المنجد. في اللغة والإعلام ص : 624 .
5)السقف:-
وتعرف هذه الكلمة باللغة العربية[1] أنها سقف البيت وهي كالسقيف كأمير سمي به لعلوه وطول جداره (وسقوف وسقف ) وقرأ أبو جعفر سقفا من فضة بالفتح والباقون بضمتين .
وقال الفرّاء سقف إنما هو جمع سقيف وان شئت جعلته جمع الجمع فقلت سقف وسقوف ( وسقفه كمنعه ) يسقفه سقفاً جعل له سقفاً والسماء سقف الأرض قال الله تعالى: { والسقف المرفوع } والسقف يطلق على النعام وأسقف وهي أنثى النعام .
وقال ابن السكيت ومنه أشتق ( أسقف النصارى ) وهو أعجمي تكلمت به العرب وهو العالم في دينهم ويأتي فوق القسيس ودون المطران .
والسقيفة هي الجبارة من عيدان المجبر وجمعه سقائف .




يتبع...,~


 
 توقيع : فهد الهليمه

توقيعك مخالف لشروط شبكة نشامى شمر

تم الحذف من قبل المشرف العام


رد مع اقتباس