عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-2013   #183


الصورة الرمزية فواز الغسلان
فواز الغسلان متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 585
 تاريخ التسجيل :  05 - 05 - 2007
 أخر زيارة : 29-08-2017 (12:33)
 المشاركات : 997 [ + ]
 التقييم :  84
 اوسمتي
درع التميز وسام وسام لجنة التحكيم التميز الذهبي الشاعر المميز 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي كتاب (ابطال من الصحراء) ماله وماعليه



كتاب ابطال من الصحراء
ماله وما عليه

إن الجوار في منازل قبيلتي عنزه وشمر يولد بينهما شيئاً من الندية والمنافسة في اغلب الفترات التاريخية السالفة كما هي الحال في جميع القبائل المتجاورة
في جميع انحاء الجزيرة العربيه وغيرها من الاقطار وهذه الندية تولد حروباً ومصادمات في أغلب الفترات ولكنها على كثرتها لاتسبب شيئاً من
الحساسية بين افراد القبيلتين بسبب ظهور ملامحها ومعرفة أسبابها ونتائجها , الا أن هذه الحساسية والاختلافات والمناقشات تظهر جلياً
عند الخوض في فترة الاحداث التي كانت في عهد وجود عقاب وحجاب ابناء سعدون العواجي لسبب اساسي وعدة اسباب ثانوية .

الاسباب الثانوية:
===========

الاسباب الثانوية للاختلاف الذي حدث في هذه الفترة ويحدث في جميع القبائل بشكل عام هي:
(أ):- قلة من يحفظ جميع الأشعار النبطية لكلا الجانبين في تلك الفترة والتي تعتبر في الغالب هي الشاهد الوحيد لتلك الأحداث
ولذلك تجد أكثر الناس لايعرف عدد المعارك والمواجهات التي حدثت ولا يجزمون بتاريخ حدوثها ولا الأحداث التي صاحبت كل معركه والاشعار التي تخصها . علما ان المساجلات
الشهيره التي دارت في تلك الفتره ليست متساويه في العدد لكون الشعراء في تلك الفتره لايقولون الشعر الا بعد الانتصار في المعركه واما عند
الهزيمه فهو ينتظر ولايرد على قصيدة الخصم مالم تحقق قبيلته انتصارا يستحق الفخر ولذلك لايعتقد البعض ان القصائد يجب ان تكن متساويه في العدد .

(ب):- عدم تحقيق تلك القصائد والتي دخلها الكثير من العبث المتعمد أو العفوي مما جعل البعض يبني أحكاماً على ادله غير ثابته وغير مؤكده
او تم تغيير كلمه واحده فيها تقلب المعنى راساً على عقب وهي من أسباب الاختلافات أيضاً وأحياناً يقع التصحيف عند قراءة القصائد المكتوبة
فتقلب النون إلى تاء بزيادة نقطة او العكس فينقلب المعنى كذلك .

(ج):- ان لكل قبيلة من قبائل الجزيرة العربية من يعتبر رمزاً من رموزها ومثلا يضرب لكل اجيال هذه القبيلة فيدفعهم ذلك الى رواية ايجابياته فقط
وتضخيمها وإخفاء سلبياته والتقليل من أهميتها ومن شانها ويكون ذلك سبباً من أسباب عدم قبول أي رواية تفيد بهزيمته أو أن فارساً تغلب عليه أو
أنه ارتكب خطأ لايرتكبه شخص في مقامه .
فعلى سبيل المثل يوجد في قبيلة عنزه الفارس عقاب العواجي وفي قبيلة شمر عبدالله بن رشيد ولدى العجمان الشيخ راكان بن حثلين
وفي قحطان الشيخ محمد بن هادي وفي عتيبة الشيخ تركي بن حميد وهكذا في جميع القبائل تجد من استطاع بتاريخه المشرف ان يحصل
على حصانه دبلوماسيه لدى القبيلة تدفعهم لقبول كل ايجابي ورفض كل سلبي يتختص بهم دون النظر للدليل او حتى مناقشته.

(د):- أن الناس إعتمدوا على رواية كبار السن في المجالس واثناء الاجتماعات القبلية وهي للفخر والاعتزاز بمواقف رجال القبيلة وشجاعتهم وطيبهم
وهذه تعتمد على الانتقائية لما هو فخر للقبيلة وترك ماسواه لعدم مناسبته لتلك الاجتماعات ولذلك تجد ان الأحداث التي تعتبر سلبيه للقبيلة لايتم
ايرادها او ذكرها اطلاقا وهنا تزداد المشكله عندما يسمع الشخص معركة انهزمت فيها قبيلته فتجده يستنكرها بحجة عدم سماعه لها من رواة القبيلة
وعدم السماع لايعني النفي . فكل قبيلة تروي مفاخرها وتتجاهل ماعدى ذلك والراوي يتطرق لجانب واحد من الحادثه ويتجنب الاخريات ولذلك
يعتبر هو صادق امام الناس لكونه ذكر اشياء صحيحه ولكنه كما يقال في مجال الجرح والتعديل انه (تدليس) اي انه لم يكذب بالكلام ولكنه اخفى
امورا مهمه تتعلق في هذه الحادثه وتؤثر في الحكم عليها لدى المستمع. وانا اعتبر ذلك نوعا من الكذب ولايختلف عنه لان عمله هذا يجعل في ذهن
المستمع شيئا غير الشي الحقيقي وان صدق في لفظه وهذا هو بعينه.

السبب الاساسي:
===========
إن أول من تطرق لبعض أحداث تلك الفترة وأخبار الفارسين عقاب وحجاب العواجي وهو مؤلف كتاب (أبطال من الصحراء)
الامير محمد الاحمد السديري الشاعر الفحل والاديب الشهير في الجزيرة العربية خلال النصف الاخير من القرن المنصرم
والذي استعان ببعض الرواة الذين كانوا في رفقته الدائمة من القبيلتين ولاسيما الراوي والشاعر الشهير الاسمر الجويعان من عنزه الذي
استعان فيه خلال التنقيح الاخير لكتابه.
ولايزال هذا الكتاب هو المرجع الوحيد المطبوع والذي يعتمد عليه القراء في بحثهم عن احداث تلك الفترة ,

ولكونه الوحيد في الساحة الذي يتكلم عن أحداث تلك الفترة فقد اختلف الناس حوله. فهناك من يعتمد عليه ويثق بمحتواه
اعتماداً كلياً سواء في اثبات الحدث او نفيه بشكل كلي ودون استثناء. وهناك من كان العكس تماماً
والحقيقة انه كتاب يحتوي على فوائد غزيرة ولايخلوا من النقاط التي تحتاج الى نقاش مناسب لكي تتضح فيها الامور
التي هي اقرب الى الواقع في تلك الفتره.
وسوف احاول هنا الكلام عن هذا الكتاب ماله وماعليه وتوضيح بعض الاخطاء والمغالطات التي تفيد الطرفين وجميع من يهتم
بالمجال التاريخي القبلي في الجزيرة العربية .

(اولا):- كتاب روائي وليس تاريخي:
=======================
ان الكتاب التاريخي يعتمد على توضيح وتحديد السنة التي جرت فيها الحادثة وترتيب الاحداث التاريخية زمنياً حسب تاريخ
حدوثها لكي تتضح الصورة بشكل جيد للقارئ ولاتختلط الافكار وتختلط الاوراق لديه .
في حين جاء كتاب (ابطال من الصحراء ) بشكل روائي أكثر من كونه تاريخياً فهو لم يذكر تواريخ الاحداث ولم يرتبها ترتيباً زمنياً
بل ولم يتطرق لهذا الامر مما يعني ان المؤلف أراده روائياً يحفظ من خلاله الروايات والاشعار المحفوظة لدى الرواة الموجودين
في تلك الفترة قبل رحيلهم وضياع الكثير منها , وقد يكون المؤلف جعل مهمة البحث في تواريخ الاحداث لمن يأتي بعده من الباحثين
والمؤرخين .

(ثانيا):- الخطأ العفوي اوالمتعمد:
====================
مهما كانت ثقة الراوي والمؤرخ إلا أنه قد تفوت عليه بعض الأمور , وتزداد الاخطاء لمن يعتمد على راوٍ واحد او طرف واحد
وتقل الاخطاء لمن يعتمد على العديد من الرواة ويستمع من جميع الاطراف وحتى الاطراف المحايدة
فهذا يزيده إطلاعاً وثقةً في سلامة ماكتبه ويكون ذلك أقوى من الاعتماد على طرفٍ واحدٍ بلاشك.
ومن المؤكد ان الاخطاء شئ لابد منها لكل كاتبٍ كما هي حال البشر جميعا ولكنها اخطاء تكون متفرقة بحيث لاتتركز جميعها في مصلحة طرف
واحد على حساب الطرف الاخر وهذا مايسمى(الخطأ العفوي) واما إذا كثرت الملاحظات وكانت جميعها في مصلحة طرف واحد ضد طرف واحد
فبلاشك ان القارئ سوف يفهم من ذلك أحد أمرين هما:

*- ان المؤلف تعمد ذلك لمحاباة قبيلة على حساب اخرى.
*- ان المؤلف أخذ الرواية من طرف واحد فقط .

وهنا اقول يخطئ من زعم ان المعلومات والروايات التي وردت في كتاب (ابطال من الصحراء) قد حابت قبيلة عنزة على حساب قبيلة شمر وغيرها ,
والحقيقة انها حابت شيوخ العواجية فقط على حساب قبيلتي شمر وعنزة معاً .
فالاضواء كانت مسلطة في الكتاب على شجاعة وفروسية الشيخين عقاب وحجاب العواجي ولم يشيد او يمتدح شجاعة أحد من فرسان شمر
او فرسان عنزة على الاطلاق وجعل الصورة لدى القارئ تدل على عدم وجود فارس من الطرفين يقارب عقاب وحجاب في الفروسية ,
بل وتعمد التقليل من شأن البعض او عدم الكشف عن هوية من فعل فعلاً واضحاً للناس .
ومن الامثلة على ذلك:
==============
(أ): الفارس هذلول الشويهري السويدي
وقد صوره الكتاب بأنه مجرد حنشولي لا قيمة له .
والحقيقة انه كان من كبار فرسان وعقداء السويد وشمر بشكل عام .
وعندما عقد الامير عبدالله بن رشيد الهدنة مع العواجية عام 1253ه كان هذلول في مقدمة الرافضين لهذا الحلف ولم يرضى به
فواصل غاراته على اطراف عنزه لكسب الحلال بالرغم من معاهدتهم مع ابن رشيد ومعارضة بعض السويد له في ذلك
وانضم له بعض مناصريه في هذا الاتجاه . والذي جعل الفارس عقاب العواجي يعطي نذراً لقتل هذلول انه غزى بعد هذه المعاهدة مباشرة
ومعه عشرون شخصاً قد أغاروا على بعض القبائل الشماليه واثناء عودتهم كان لابد لهم من المرور على -كحله-
( موقع ماء على حدود شمر مع عنزه) لكونها اقرب مواقع المياه لهم لاسيما انهم في ظمأ بعد نفاد المياه التي بحوزتهم .
وعندما اشرفوا على كحله كان يقيم على الماء بعض رجال العواجية كان الوقت مع غروب الشمس وكان فرسان
العواجية يطبخون عشائهم وهذا دليل على عدم نية الرحيل هذه الليله بل سيبقون للغد وربما بعده أيضاً إلا أن جماعة
هذلول لايحتملون البحث عن مياه اخرى لعدم وجود مياه قريبه ولكونهم عطاشى وركائبهم عطشى . وعندها تشاوروا بالامر
وقرروا مهاجمة العواجيه على حين غفلة والمجازفه للوصول للظلع القريب من الموقع وهذا يضمن سلامتهم ,
وفعلا حدث ذلك وقتل في هذه الهجمة فهيد ومحمد العواجيه اعمام عقاب ورجاء البوهي من الجعافرة وقتل من جماعة هذلول عمر بن نوفل الهربيد
وعندما علم بالامر عقاب العواجي نذر نذراً على الا يذوق حليب نياقه الا إذا قتل هذلول الشويهري .
قال الشاعر حسين الذنيب:

دونك رجــا فــي ملعب الغانميـنــا=عقب الوجب تذرى عليه السوافـي
هـذا جـزا اللـي مـن شمـام يجينــــا=يـبـي الجمـل ولا الرّكـايـب جـزافي
ومحمـد يسـرى الحمـر مـن يميـنـــا=واستقـرعـه سـتـر البـنـيّ العـفـــافي
فـهـيـد وقــــع بـالـجــرّ يالذاهـبـيـنـــا=مــاخــوذ يــاركــب تـروّح خــفــافي

وبعدها بعام أي عام 1254ه تمكن عقاب العواجي من القبض عليه وقتله للاخذ بالثأر والوفاء بالنذر.
فكان الخبر موجعاً لدى قبيلة شمر حتى رثاه البعض ومنهم الشاعر المعروف رشيد بن طوعان قائلا:

الكبد يبست وايبسه هـم هذلـول=والشرب عــيـا لايــبرد غـليلـه
والراس شاب وشيب القلب هذلول=والـعيـن عــيا لايكمل هميـلـه
البارحه قـامت تنـوح ام هذلـول=مثل الخـلوج اللي تزايـد عـويله
والله فلاجابنـه البيـض هذلـول=مثل الفهد ياطب فـرق الجميلـه
والله فلا يطلع لنا مثـل هذلـول=حـمـاي تـالــي شـمـر بالـدبيله
ليا ركب ريمه على الخيل هذلول=كم عزبه بالقيض يطوي صميله
يامن خـبر نـيــه عــقـابٍ بهذلول=من يذبح البارد وهـو مع دخيله
والله فلا تبـرد مساميـر هذلول=وعقاب ما رزت عليـه النصيلـه
يالله وان ترمـي عـقابٍ بهذلول=يارب يامنطي الـعـطـايـا الجزيلـه

واعتقد ان هذا فيه الدلالة الكافية على مكانة هذلول الشويهري وان الكتاب اخطأ في تحجيمه والتقليل من شأنه .

(ب):- لزام بن صالح المطردي
(ج):- دهيثم بن شامخ العواجي

لقد تجاهلهما الكتاب بالكلية وهما من اشهر فرسان عنزة المعروفين في تلك الفترة وكانا دائماً عن يمين عقاب وشماله في الحروب ,
وقد تأسف عقاب العواجي عليهما بعد اختلاف معهما مما دفعهما للابتعاد عن السير معه بعد موقعة (السعيرة)
بين عقاب ومعه الجعافرة ضد جنود الترك عام 1253ه بسبب الفرم ومن معه من قبيلة حرب .
فندم عليهما عقاب وقال في قصيدته الشهيرة ومنها:
ياعيال ياللي جالسـيـنـن على كـيـف=يامن يـبـاصـرني بحالي من العـــام
حالي كما عودن برتهـا النحـاحيـف=والا كسير العرش مع حــد الاقدام
الـعـام يالـزام نـرعـى مـن الــريـف=واليـوم يـالــزام فـي حــكـم الاروام
صبري قضى ياحيف ياحيف ياحيف=واقصد بها منكـم دهــيـثــم ولــزام

وفي قصيدة الهقاز بعد ظفرة شهادة للفارس لزام المطردي في قوله:

صارت العوجان مآبه تحاريف =مـاغـيــر لزامــاً وخـطــو الغـلامـي
صارت على ذباحة الكبش للضيـف=كـرارة ياخـلـيـف مـابــه كــلامي

وبالرغم من مكانتهما الرفيعة والمهمة في قوة جموع عنزة الا ان الكتاب لم يتطرق لهما لامن بعيد ولا قريب
وهناك العديد غيرهما ولكني اوردت هؤلاء الفرسان الثلاثة المشاهير كنموذج فقط .
فهذا الاهمال العجيب لمجموعة من الفرسان والمشاهير في قبيلتي عنزة وشمر وخلال احداث استمرت قرابة عشرة اعوام
لن يكن منطقياً ولامقبولاً لدى الطرفين ....

(ثالثاً): عدم توضيح الاطراف المتحاربه.
=========================
تكرر في الكتاب الاشارة للمواجهات بأنها بين شمر والعواجية وهذا جعل البعض يعتقد ان جموع عنزة هم الجعافرة فقط
وان بطون شمر متواجدة جميعها وهذا غير سليم بالنسبة للطرفين معاً.

@ جموع شمر :-

ثلاثة بطون من عشيرة الدغيرات وهم ( الغيثه 0 الشريهه 0 التريبان ) وكبارهم مفتاح الغيثي ومبيريك التبيناوي
لغياب ( العليان ) وشيخهم ابن سعيد و( الحسين ) وشيخهم الدوح 0
وعشيرة الاسلم مع شيخهم عدوان بن طواله .
وعشيرة التومان مع شيخهم مسلط التمياط .
والباقي في نجد من عشيرة السويد 0
وبعض الفرسان من اهالي حائل وعددهم ليس بالكبير .
ويشهد لذلك قول سعدون العواجي:

قل صبحتنا اجرودهم مالها اقيـاس=سكن الجبل جانا مع الصبح صايـل
وانا احمد اللي عاضهم كسرة الباس=كــسـيــرة وصـلـــت قـفـار وحـــايـل

فقوله (سكن الجبل) وقوله (قفار) فيه إشاره ولو من بعيد على مشاركة بعض سكان حائل بالرغم من معارضة اميرها صالح بن علي
الذي نهاهم عن المشاركة في حروب البادية .
وكانت القيادة بيد الشيخ فهد بن سلطان بن مطلق الجربا الذي قدم الى نجد جالياً ومعه بعض خاصته0
فقد جاء في كتاب(تاريخ ال محمد الجربا وقبيلة شمر في نجد والجزيره)ص144-145 قوله:

((في حدود عام 1824م-1239ه قام فهد بن سلطان بن مطلق الجربا بقتل بن عمه ظاهر بن فارس الجربا بسبب خلاف
عائلي ومعه صديق له يقال له مزعل ثم نزح إلى جبل شمر وشارك الدغيرات ومن معها من شمر ضد العواجيه من عنزه في ظفره
وكانت بقيادة الشيخ فهد بن سلطان الجربا)).
وهو المقصود بقول التبيناوي:

يتلون ابن سلطان راي وتصريـف=ماسال عن كثـر الخسايـر الياقـام
خـيالـنـا اللي موالف للـزعـانـيـف=مداوي سـقــام للمـنـاعيـر سطـام
من جـيته لديارنا جـالهن عيـف=مثل الحباري من شبى الحر خـرام
مبري نحسة الجوع في جية الضيف=خلا شرايدكم هـجـيـجه اليـا الشام

وأيضا هو المقصود في قول التبيناوي:
ياعـقـاب عقـبـان المنـيـصـب كـثـيـره=أولهـن الـلـي ضـربـك مــع زليغـيـف
جــاك العـقـاب الـلـي جــواد ٍ نـحـيـره=مـعـــه رجـــال ٍ وردوك الميـاهـيـف
الشـيـخ إبــن سلـطـان هــذا بـشـيـره=فـرز الـوغـى ياعجـلّـت باالتحـاريـف
جنك حــرار ٍ من طيور الـجـزيـره=طيورٍ لياراجت على الشيـخ ماشيـف

@ جموع عنزة:-

وكانت ايضاً عدة بطون من قبيلة عنزة بقيادة الفارس عقاب العواجي وقد ذكر بعضها مبيريك التبيناوي
في قصيدته التي توجد فيها على شيوخ الجربان ورحيلهم عن نجد ومنها قوله:

جونا عـيال الـولد مثل الـتـهـامي=رود يريدون الفـياض المعاشـيب
ابـن مـريـخــان تـزبن ردامي=عـقب القسى مافك فرقه من الذيب
جبنا شذى حشوانهم والجـهـامي=مع حلة الـيديان هـم والمغاصيب

وبالنظر لقوله ( عيال الولد ) فالمقصود ولد سليمان وكبارهم الجعافرة والغضاوره
وكذلك ولد علي واشهر شيوخهم الطيار والغبين واليديان وابن سمير .
لكننا لانسلم بمشاركة كافة هذه البطون جميعاً ولكن كانت هناك مشاركة من البعض هنا وهناك .
وهنا ذكر ( اليديان ) كما قلت من ولد علي .
وكذلك ( المغاصيب ) من المنابهة .
وجاء ذكر الشيخ (مظهور بن شامان) كبير البجايدة من السلقاء لقول التبيناوي:
شامت لمظهور اليا ما ذبحناه,,,
وجاء ذكر الشيخ (صلال الشملاني) كبير الشملان في نجد في وقته لقول عقاب العواجي يتوعده بعد ظفره:
يا لعنبوا صلال لابو رجاله,,,لابو رجال مايلوطون صلال
علماً ان هذه الاشعار تجاهلها الكتاب كما هو منهجه في تهميش الكل ولكن بعضها بقيت محفوظة لدى الرواة الثقاة من الطرفين
وقد وجدت نفياً قاطعاً لدى بعض مؤرخي عنزه لمشاركة غير الجعافرة اعتماداً على عدم ذكرهم في ابطال من الصحراء
الا ان المحفوظ من الاشعار في تلك الاحداث تثبت ذلك .

(رابعاً): ربط حجاب مع عقاب في كل شي.
===========================

لقد اعتاد المؤلف ذكر الفارسين عقاب وحجاب العواجي فقط دون غيرهما في كل صغيرة وكبيرة وفي الحل
والعقد والقبول والرفض دون غيرهما كما سبق ان اوردنا من الامثلة .
لكنه لم يذكر او يعرض للفارس حجاب أي موقف بطولي يبرر فيه هذا الربط الدائم مع الفارس عقاب العواجي .
فقد قدم له المديح ووصفه بالفروسية والشجاعة دون أن يذكر للقارئ شيئاً من مواقفه البطولية التي تؤهله لهذه
المكانة وتبرر للقارئ سبب هذا الربط مع عقاب .
فالمؤلف وخلال جميع الاحداث التي وردت في كتابه لم يذكر للفارس حجاب العواجي مبارزة له مع الخصوم ولا مطاردة
ولا كونه رمى هذا او قلع فرس ذاك على عكس مواقف عقاب الشهيرة .
وانا لااقصد التقليل من مكانة حجاب العواجي ولكنني اوضح التناقض والاخطاء التي وردت في الكتاب ,
ولكي ترفع مكانة شخص على غيره فلابد ان تقدم الدليل على ذلك .
فهو إما انه اخطأ في تهميش مواقفه وعدم التطرق لها في الكتاب!!!
او لم تكن له مواقف من هذا القبيل وبذلك سيكون قد أخطأ في تقييمه والربط التام له مع عقاب!
فتهميش فرسان كانت لهم مواقف بطولية وقيلت فيهم الاشعار مع الاشادة بفارس دون ذكر المبررات
سيكون تناقض كبير لايخفى !!

(خامساً):-اسقاط ابيات الشعر الحساسة
==========================

في الكتاب عدة قصائد تاريخية تم اسقاط بعض الابيات ذات الدلالة المهمة والقادرة على توضيح الحادثة بشكل تام.
واذا كان النسيان والسقوط وارد في الاشعار ولدى جميع الرواة في الابيات الكمالية التي لا تمس جوهر القصيدة
ولكنه لن يكن كذلك عندما تكون الابيات المتروكة هي الاساس والزبدة وموضع الشاهد التاريخي من كل القصيدة .

وهذا المثال (1):
اورد الكتاب قصيدة واش العواجي الشهيرة والتي نسبها المؤلف للشيخ سعدون العواجي وهي:

قــالــوا تحـورف قلـت يالربع نجاع=قالوا تـقـيـم وقلـت يالربع ماقـيـم
قالوا عـلامك قـلـت من قل الافزاع=صيحة خلا ماعـندي الا الـهذاريم
والى بغيت الحق من عـفـنهم ضاع=يطـرم علـيـه دايـخ الراس تطريـم
يبعد عن الـقـالات طـقــه بالاصباع=من قـلـة الـلـي يـضـربـه باللهـازيم
(ياخليف من زوداتهم ماانـت جزاع=مالـك هـمــوم غـيـر لم الـمـطاعيم)
ليا صار ماتوفي عميلك من الصاع=ماينـقـعد لك عند حـصن النواهيـم
شبر من الـبـيـدا يعوضك الافـزاع=وسود الليالي يبـعـدنك عن الضيـم

لقد سقط لدى المؤلف او الراوي البيت الخامس الذي بين القوسين!!! فهل سقوطه سهوا ياترى!!!
وبالتدقيق على الابيات نجده في البيت الثالث قد ابدل كلمة (عفنهم) الى (شامخ) ليكون:
(والى بغيت الحق من شامخ ضاع)
في حين ان ذكر ( خليف ) في البيت الخامس سيكون دليلاً على عدم دخولها في موضوع شامخ!!
وانها في موضوع آخر , وهذا يفسد عليه هذا التركيب ولذلك قام المؤلف او الراوي بحذفه!!!!!

اليكم مثال (2):
قصيدة الشيخ سعدون العواجي المؤثرة جداً وهي من ضمن قصائده الرثائية لابنيه عقاب وحجاب وهي:

الله من هـم بكبدي سعرهـا=دلى يمل القلب مل الشواتـي
دلا يمل الكبد واحرق سحرها=وأيبس عروق القلب بأتلى حياتي
من عقب مانا نازح عن خطرها=اليوم بين القين هو والحذاتي
وهي خـانة الدنيا سريع دورها=لو اقبلن ايامـهن مقـفـياتي
ومن عقب مانلبس غرايب شهرها=من فوق قبٍ عندنا مكرماتـي
يوم ان خيال الندم ما قصرهــا=عمن جذت به نفهق الاولاتــي
واليوم طيبنا عن الشيل مرهـا=ياحيف مانستاهل المعسراتــي
حلال عقداتٍ كبارٍ عبرهـــا=وخالق نجومٍ بالسما ساهراتـي
ما مالٍ الا فـارغٍ مـن زبرهـا=ولا حي الا مقتفيه المماتــي
يا رازق اللي مابعشه ذخرهــا=طيور الهوى في قدرتك عايشاتـي
تفرج لمن عيـنه تـزايـد سهرهـا=الطف بنا ياعالم الخافياتــي
ياللي خلقت أقفارها مع بحرهـا=يا من بحكمك تجري الكايناتــي
أوجست من حر الليالي سعرهـا=وذكرت طيب أيامنا الفايتاتــي
ونشدت وين اللي ينثر حمرهــا=وقمت أتذكر وين حروة شفاتـي
اللي الى جاء الخيل خبث كدرها=صوته ذعار القرح الصافناتـي
عقاب السبايا كان جاها ذعرهـا=عوق العديم ومشبع الحايماتـي

وقد رواها المؤلف او الراوي بهذا الشكل وزعم أنها قيلت عندما شعر سعدون بالضيم من شامخ العواجي
وليست بعد مقتلهما فلماذا ياترى!!! وماهو الفرق في كونها قيلت هنا او هناك!!!
وبالتدقيق في القصيدة نجد ان بقيتها تدل على ان العواجية لديهم الخبر والعلم بوصول هايس القعيط بواسطة النذير الشمري
الذي طار لاخواله بالليل نذيراً , واعترف بذلك الشيخ سعدون في بقية القصيدة وهي:

جانا النذير وقال خوذو حذرهـا=سباع الجزيرة يـمكـم عادياتـي
سبـاع كلـنه بالجزيـرة ديـرها=سباع جذبها الصوت قبل المماتي
وهايس ورا الشطين يمي عـبرها=عبر علي بالثـار شـط الفراتـي
بالسربة اللي يوم ربـي نصرهـا=خلوا عيوني بالدجى ساهراتـي

ومع الاطلاع على القصيدة كاملة سيتضح أنها ضمن مراثيه الشهيرة لأولاده وأنها بعد مقتلهم وليست قبله!!
ولكن هذه الزيادة لاتتوافق مع روايته بأن قتلهما كان بالخفاء والغدر!!
لكون الابيات الاربع الاخيرة تثبت وصول الخبر لهم في قوله(جانا النذير وقال خوذوا حذرها)
ولذلك اضطر لحذفها!!!!
ولكون الكثير من ابياتها مشهورة لدى عوام الناس اضطر لاعتمادها وتغيير موضوعها من الرثاء الى شكوى شامخ!!!!
وهذا الذي يدفعنا دائماً للقول بأن التحريف المتعمد مكشوف ولايشبه الخطأ العفوي .
وحتى بدون هذه الزياده لو تمعن القاري للقصيده مثل:
يوم ان خيال الندم ما قصرهــا=عـمن جذت به نفهق الاولاتــي
فهذا يوضح انها معركه وقوله(خيال الندم)يقصد الخيال الذي لحقت فرسه بعقاب
وكان سبب مقتله .

(سادسا):- عدم توضيح نتائج المواجهات:
==========================

كانت احداث الكتاب تشير الى ان جموع عنزة كانت تسير في اتجاه مدينة حائل وخاضت من اجل ذلك المواجهات
الحربية مع جموع شمر ولكنه وبعد عدة مواجهات سكت تماماً عن النتائج التي صارت اليها الامور لدى الطرفين ,
فياترى مالذي جرى بعد ذلك وهل تحقق هدف جموع عنزة ام لا؟
وماهو السبب في عدم المواصلة لتحقيق هذا الهدف؟
وهل تعرضت لهزيمة او تغيير في الاراء لدى قادتها؟
طبعاً حدث انشقاق في صفوف عنزة بسبب مشكلة نتجت بين الجعافرة والغضاورة بسبب جار الغضاورة الشمري
ودفع الطرفين للمواجهة الحربية بينهما , وهذا الانشقاق الداخلي تسبب في ضعف قوة هذه الجموع مع قوة صمود
جموع الخصم في الذود عن ديارهم فكانت هذه الاسباب دافعاً لانتهاء الاحداث كلها ..
ولكن الكتاب لم يتطرق لذلك كله وجعل الامور معلقة لدى القارئ والصورة غير واضحة لديه ..

وخلاصة هذا البحث:
==============
(1):- ان كتاب (ابطال من الصحراء) لن يعطيك الصورة التاريخية الحقيقة لتلك الاحداث لا عن قبيلة عنزة ولا عن قبيلة شمر
بل سيدخل القارئ الحاذق في حيرة واستفهامات دون اجابات مقنعة .
(2):- ان الاشعار المذكورة فيه جرى العبث المتعمد فيها بالحذف والزيادة لتغيير مدلولها التاريخي الحقيقي سواء كان العبث
من المؤلف او من الراوي الذي اعطاه القصيدة .
(3):- ان الكتاب كان منحازاً بشكل فاضح لشيوخ العواجية فقط على حساب الجميع سواء عنزة او شمر فكان يبالغ في تضخيم
انتصاراتهم وتمجيدها ويبرر موقفهم عند الهزيمة او عدم تحقيق الهدف ويختلق لها الاعذار الواهية . مع ان شيوخ العواجية
لهم من المكانة والفروسية مايشهد به الخصوم ويعرفه الجميع وليسوا بحاجة لمحامي او مذيع يرفعهم للشهرة عن طريق التزوير
وتعمد الخلط في الروايات التاريخيه واشعارها الثابته . ومن يحب قبيلة او فارس فهو يستطيع تقديم النفع والمساعدة له بطرق كثيرة
ولا تكون عن طريق بخس الاخرين والعبث في تاريخهم الثابت والموثق والله ولي التوفيق.....


 
 توقيع : فواز الغسلان

جرح العرب للي من الجرح داواه=واللي من جروح الليالي يشيله
ان ماوصل للي وصل له وساواه=حط الافاعي بالخفى في شليله