يعود تاريخ حائل إلى عدة قرون قبل الميلاد ، فقد ذكر الدكتور جواد علي في موسوعته (المفصل في
تاريخ العرب قبل الإسلام) ما نصه : "وفي نجد، منطقة الجبلين، وهي منطقة جبلية تتكون من
"الغرانيت"وهي من مواضع طيء التي اشتهر أمرها قبل الإسلام اشتهاراً كبيراً ".
ويذكر الدكتور أن : "الفرس وبني إرم ونصوص التلمود اليهودي عرفوا العرب بتسمية أخرى هي :
طييعا - طيعا - طيايا - طياية Tayya -Taya - Tayaya ". ويقول الدكتور : "والكلمتان من أصل
واحد، هو ( طي ) اسم القبيلة العربية المعروفة. وقد كانت في أيام تدوين التلمود من أقوى وأشهر
القبائل العربية، حتى غلب اسمها سائر أسماء القبائل، فأطلق على كل عربي، كائنًا ما كان، وقد شاعت
هذه التسمية قرب الميلاد، وانتشرت في القرون الأولى للميلاد، كما يتبين ذلك من الموارد السريانية
والموارد اليهودية". وذكر ياقوت الحموي اسم مكان أسماه (جش إرم)، قال إنه: "اسم جبل عند (أجا)
أحد جَبَليْ طيء، أملس الأعلى، سهل ترعاه الإبل، وفي ذروته مساكن لعاد وإرم، فيه صور منحوتة من
الصخر" وعاد وإرم أمم من العرب البائدة. وأعلن باحث في عام 2002 م عن اكتشافه لـ 122 نصاً
ثمودياً تعود للقرنين الثامن والسابع قبل الميلاد في مدينة جبة (100 كلم شمال حايل) .
ما قبل الاستيطان الطائي
يأتي ذكر حايل أو الجبلين في معظم كتب الباحثين القدامى العرب بإسم (جبلي طيء)، وهذا الإسم لم
تكتسبه المنطقة إلا بعد استيطان قبيلة طيء القحطانية اليمانية فيها، بعد انهيار سد مأرب، فمن هم
سكان المنطقة قبل طيء ؟ هذا سؤال اختلف عليه المؤرخون غير أن من الباحثين والمهتمين من أورد
إجابة عن هذا السؤال ومنهم عقيل القويعي مؤلف "أخبار ومسائل في أخبار منطقة حائل"، إذ يقول : "
... إن الإستيطان بتلك المنطقة ثابت في معظم المصادر، حيث ذكر أن منطقة حائل سكنتها قبائل عربية
قبل طيء على النحو التالي:
- أشارت بعض الدراسات إلى أن سكانها هم من العرب البائدة (عاد وثمود وإرم والعماليق).
- بني أسد بن خزيمة، إذ تكرر في عدد من كتب المؤرخين نزول طيء بجوار أسد ثم انتزاعها أجا
وسلمى من بني أسد.
- قبيلة غطفان بن قيس العدنانية، وكانت منازلهم إلى الجنوب من حائل.
- أخلاط من قبائل متفرقة مثل قبيلة *** القحطانية، وقبيلة تميم العدنانية.
هذه القبائل هي أبرز ما أورده المؤرخون عند ذكرهم من سكن منطقة حائل قبل أن تستحوذ عليها قبيلة
طيء" اهـ.
التاريخ الحربي
دارت في المنطقة ومن أجلها معارك عديدة، خصوصا في القرنين التاسع عشر والعشرين، ومن أشهر
المعارك التي خاضها أهالي حائل :
معركة بقعاء
مضرب المثل في الحروب الدامية، وقعت في بلدة بقعاء التابعة لـ حائل في يوليو 1842 بين شمر بقيادة
عبدالله وعبيد العلي الرشيد وبين أهالي القصيم جميعاً. وانتهت المعركة بنصر كبير لشمر بقيادة آل
رشيد، أدى فيما بعد إلى ضم القصيم لإمارة(ال رشيد) حايل ، بعد أن قتل سادة بلدات القصيم في تلك
المعركة.
معركة الجوي
وقعت في عام 1845 بين سرية من جيش آل رشيد وبين أهالي عنيزة بعد أن هاجموا مجموعات من
الأبل تابعة لأهالي حائل وانتهت المعركة بانتصار السرية على أهالي عنيزة.
معركة المليداء
من أشهر المعارك التي وقعت بين شمر بقيادة آل رشيد وبين أهالي القصيم بقيادة حسن ال مهنا أمير
بريده، وقعت عام 1891 على عهد محمد العبدالله الرشيد، وانتهت بانتصار شمر، وكانت آخر معركة
يقوم بها أهالي القصيم، إذ تم بعدها تعيين فهد القويعي من حائل حاكماً عاماً على القصيم
معركة الصريف
أشهر معركة في التاريخ الحديث للجزيرة العربية وقعت في 17 مارس 1901، ودارت بين شمر بقيادة
عبدالعزيز المتعب الرشيد من جهة، وبين مبارك الصباح وأهل الكويت وآل سعود و ال مهنا أمراء بريده
و ال سليم أمراء عنيزه 15 قبيلة من كبار قبائل الجزيرة العربية من جهة أخرى. وانتهت بنصر ساحق
لشمر على جيوش التحالف.