عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-2011   #14


الصورة الرمزية ســــارا الرياض
ســــارا الرياض متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 474
 تاريخ التسجيل :  25 - 12 - 2006
 أخر زيارة : 17-01-2015 (09:16)
 المشاركات : 273 [ + ]
 التقييم :  14
 اوسمتي
وسام الإبداع صاحبة الاحساس التميز الذهبي 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: قصة واقعية (نطوي الارخبيل جزيرة جزيرة) .."سارا"



للحديث بقيّّة
/
المُناجاة
/
/
في ليلة من ليال الصيف مُعتدِلة المناخ بديعة الأجواء
هُن ثلاث
تحركن لممارسة هواية الغوص بالقرب من جزيرتهُن وعلى
عتبات المحيط
/
الإستعداد مثالي وكان النزول بسكينة وذهول
وما هي إلاّ لحظات وإذ بألم فضيع يُباغتني على حين غرّة
/
كان الموقف لا اُحسد عليه وصرت بعقلي أستجدي خالقي
كان الإستجداء لِرحمة المُقصّرات وأخذت رغم الألم وعذابه
أسترجع
كم هي الإشارات الحمراء التي قطعتها في مخالفة رازقي
ولو شاء
لمسخنا لكن هما لطفه ورحمته وكم هو إمهاله
/
كنت لم أشك للحظة أنها ليلتي الأخيرة
صرت أبكي بلا إنقِطاع وأبكي من عذابات الألم
أبكي لوضعي الصعب وأنا أرتدي عدة الغوص في عمق المحيط
وكانت تعيقني عن مُجرّد التأوّه أو التنفـّس بحريّة
أبكي بأن حياتي شارفت على الأفول
أبكي على حال رفيقتي الذي اُسقط بيدها
وكم هو الرعب في نظراتها وصارت تبكي وكأنني بها الآن
أشاهد قطرات الدموع وهي مُتحجِرة بنظارتِها
/
خالج نفسي إحساس غريب يوحي إلي
بأن الموت قد يكون هو ما كتب الله لي في هذه الليلة
وكنت ألوم نفسي بِـــ
لو أستقبلت من أمري ما أستدبرت
لأستخرت من بعض المغامرات وأقول ما أسخف أن تموت الإنسانة بِهذه الطريقة
كائِنة ضعيفة لا حول لها ولا قوّة في أطراف الأرض
بعمق المحيط أسفل حيد وأبتلع الظلام عافيتها
هي تُعاني الويلات من أمر أصابها لكنها لم تفقد الثقة بربِّها
/
كانت صديقتي تــُشير بإبهامها وهي علامة مُتعارف عليها تعني الصعود
وأنا لا اُلقي لها بال وكأن تجمّعي والتصاقي بالشعب المرجانيّة
هو ما يبقيني على الحياة ولا يُضاعف ما بي من ألم
/
قبلها وفي كل غوصة ليليّة أستحضر ما جرى لنبي الله يونس عليه السلام
وكيف قـُذف من المركب بــ ليلٍ عاصف وفي لُجةِ اليم التقمه الحوت

في تلك الليلة وقبل خطبي صرت أتأمّل كيف هي حاله !!
وهو بلا عدّة غوص في عاصفة بحريّة رُمي بِبحر لُجي بــِ ليلٍ دامس
ومع هذا الرعب أستقبل مياه البحر البارِدة ولم يقطع ذهوله إلاّ
إلتقام الحوت له
كنت أستحضر هذا وكأنني أسمع وأرى
بعد هذا الذهول لهج بِدُعاءٍ صادقٍ

لا إله إلاّ أنت سُبحانك إنّي كُنتُ من الظالِمين

يااااه
رغم الظُلمات الثلاث ورغم البرودة القارِصة ورغم ملوحة ماء البحر
ورغم دلوفه بطن الحوت وبصوت لا يُكاد يُسمع لهج بِكلِمات
لكن المسؤول هل يحتاج إلى مُكبِرات صوت
هل يحتاج إلى فضاء حتى يستمع عِباده
لكن
هيهات هيهات أرحم الراحمين أن ينسى عِباده المُخلصين
/
خارت قواي وصرت أسترجع بالذاكِرة وأتحسّب رغم مرارة الوجع
كنت بعيوني وعقلي اُناجي خالقي بأن ينقذني مما أنا فيه

أخذت اتوسّل وأسئل خالقي وخالق البحر

وبعد كل هذا العذاب أيقنت بأن الرحيم وحده هو ملاذي
صرت اُناجي بصمت وبتفكير وبدأت بدعوة ذى النون
ربي لا اله الا انت سبحانك أني كنت من الظالمين
وأعيدها مرات ومرات وأهمس بعقلي وقلبي
/
ربي أمتك بين رحمتك التي وسعت كل شئ وبين عظيم مخلوقاتك
واستحضر قوله تعالى
(أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)
ربي إرحم مكروبة إرحم مُضطرّه
إلهي لا تؤخذني بعملي وقصوري وغدراتي وعاملني بعظيم كرمك ووسيع لطفك
/
كانت صديقتي أمامي تحاول تهدئتي
من فترة لاخرى يسقط "الرقريتر" وهو منظّم التنفـّس وهي تعيدهـ
وتصر على بقائي ساكِنة على الشعب المرجانيّة لعلّه يخف ما بي
لكننا غفلنا عن أمر هام وهو سحب كميّة من الأوكسُجن بشكل مُتسارع
أدركت ذلك صديقتي فأشارت علي بالصعود الفوري
بقي حوالي تسعمائة حسب ما ذكرت لي لاحِقاً
وافقتُها مُضطرّة رغم ما بي من عذاب
كنت أضغط على زر سترة الطفو بشكل متواصل
وهي تمنعني حتى لا اصعد بسرعة فيؤذيني الضغط
وبِمُجرّد تغيير الوضعيّة أحس كأن فيه من يمُزّق أحشائي
لم أستطع أخذ الوضعيّة الصحيحة بالزعنفة لأعلى
فصرت معتمدة على القليل من الهواء بالطفّاي ودفع صديقتي جهة السطح
كانت المسافة كأنها ميل وكل ثانية تمر كأنها سنة
أحسب اللحظات ومتى الوصول للقارب
/

بِمُجرّد خروج رأس صديقتي من الماء صارت تصرخ بِصاحبتنا الأخرى
لا زلت أذكر ذلكم الموقف وكيف الأخرى صارت تكرر .. أو ماي قاش ..
تقولها برعب وهي تتوقــّع الأسوء
حيث كُنتُ شبه المُغمى عليها من الألم ورأسي كمّل الناقص
وصداع نتيجة التفاعلات غير الطبيعيّة تحت الماءً
مدت يد المُساعدة وحملنني للقارب
وفوراً أخذت تتصل بالراديو ببرج المراقبة عن حالة طارئة
/
تفاصيل كثيرة نهايتُها كان موقف لا يتمنّاه أحد لصديق
ولا يمكن أنسى فصول آلآمه المُبرِحة
بعدها صرت اُطيل التفكّر وأقول
كم هي الرسائل التي يبعثها الله لنا ومن صنع قدره لنا كأفراد وكأمُم
ولِمن ألقى السمع وهو شهيد
لكن
من يعي ومن يفي
/
في المستشفى تبيّن ما بي حيث كل هذا العذاب سببه
حصى بالكلية اليُمنى وتم تفتيتها بالمنظار ولله الحمد والمنــّة ..
ثلاثة أيام مكثت هُناك وكل حين أبكي بِمرارة ويديّ تُغطّيان وجهي
وأحمدُ الله حمداً كثيراً على لطفه وعلى العافية وعلى أمهال أمه
واتأمّل قوله تعالى
( إذا ركِبوا في الفلكِ دعوا الله مُخلصين لهُ الدين
فلمّا نجّاهم إلى البر إذا هم يُشركون )

اللهم الهمني توحيدك اللهم آمين
/
حتى وقت قريب وصويحباتي يقلن يا سارا دعينا نغوص جهة الحيد ..
هن يمازحنني - وانا يمر بي مقطع فيديو لعذاب هو قطعة من جحيم
ولا يُمْكِنُ أن أنسى فصوله مهما حييت وستُخلّد ذكراهـ -
فلا اُجيبهُن إلاّ
بإبتسامة التائبة وعن عروضهن نائية
/
وقفة

أتأمل هُن نصرانيات لكنهن بكين بِمرارة وكأنهن أخوات
ولم يهملنني في محنتي
وأتذكّر
كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم جاره يهودي
اليهودي يؤذيه وهو النبي الإنسان فــ يُقابل الإساءة بالإحسان
ربما
طمعاً بإسلامه
وربما لعكس الصورة الحسنة عن سمو دين الإسلام
وربما
لان الله أدّبه صلى الله عليه وسلّم فأحسن تأديبه
/
صويحباتي
كُنّ يُحسنّ إليّ .. بالإبتسامة بالمُعاملة الصادِقة ..
فـــ
أنا ألآ أرد الإحسان على الأقل بِمثله ..
بل أعظم من ذلك والله أنني لأطمع بأفضل إحسان على الإطلاق
وهو إسلامهُن وإنقاذهُن من العذاب
وما إسلامهن على الله بِعزيز
/
أتأسف ع الإطالة
لكن الموقف كان اكبر من اختزاله بمقالة
مع العلم اني حاولت جاهدة بِمُصاهرة الكلام حتى اختصر

أختكم سارا

نقلاً عن مدونتي
http://saraa-alriyadh.blogspot.com/


 
 توقيع : ســــارا الرياض



رد مع اقتباس