رد: ضاع الكلام ولابقى غير صمتي
اخذت عمره في شهر رمضان الماضي
ولما ادخلنا الحرم مع زملائي ولم يكن هناك زحام
تفرقنا حتى لانتاخر ويكون كل شخص حر
وبعد طواف الشوط الاول واذا الرسائل تنهال على الجوال
ولم اعيرها اهتمام لاني اعرف اغلبها واتس اب
واريد ان اتفرغ لعبادتي لبيت الله الحرام
--
فكان هناك رجل طاعن بالسن ومعه فتاه
وهي تدعو وهو يؤمن على دعائها
وهو يبكي بحرقه ولم يكن هناك زحام يجزع الانسان وانما تطوف ويكون الناس بجوارك وتكملون الطواف جميع
واذا بالجوال يدق اكثر من مره ولم اعره اهتمام
حتى انه اخذ يفقدني التركيز فاضعت كم انا طفت بكثرة الاتصالات والرسائل
ففتحت الجوال واذا برسائل تخبرني بوفاة صديق ابي بعد صلاة العشاء
في المستشفى وكان انسان محبوب ويعاملنا من يوم كنا صغار على اننا ابناءه وكنا نعتبره عم
فلم اتمالك نفسي فانفجرت بالبكاء حتى انني وصلت لمقام ابراهيم لا اعلم بنفسي
واكملت طواف ذلك الشوط جلست ابكي ليس جزعا من قدر الله فكلنا سائرون على هذا الطريق
فاكملت طوافي وذهبت للمسعى
ولي عاده انني في كل شوط اخذ من ماء زمزم باكواب وافرقها على كبار السن الذين لايستطيعون الوصول للماء
او تجدهم قد انهكهم التعب لعل الله يرحمنا بدعوتهم
احيانا اسير في مسار العربات حتى استطيع اجري بقوه مابين العلمين
واذا بذلك الرجل وتلك الفتاة وقد تعبت من دفع العربة والصعود بها على المروه
فتناولت العربه بيدي وسحبتها الى الاعلى
ويعلم الله انني لم ارى او ارفع بصري لتلك الفتاة ولا اعلم شكلها ووصفها
فقال ماذا حدث للعربه اسرعت
فقالت رجل يدف العربية
فقال بقوة جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا
وبكى الرجل فبكيت معه ونظري الى الارض
ولما نزل مع الاتجاه الاخر باتجاه الصفا
يقول بارك الله في اهل الخير جزى الله اهل الخير
واكملت عمرتي
وهذا الموقف جعلني اتسائل لماذا بكى الرجل ولماذا ليس معه الا تلك الفتاة
هل اصبحنا عاقون لاهلينا
هل ابعدتنا الدنيا عن اقربائنا
لماذا لم ياتي به احد اقرباءه بدلا من تلك الانثى الضعيفه
ورحم الله امواتنا واموات المسلمين
السفير
|