ما زالت العاطفه بشتى أنواعها تنشب أضافرها في ديدن الرجل الشرقي
وتتحكم في تصرفاته وهي بلا شك المحرك الأساسي لنبل أخلاق المجتمع
ورسم معالم صفاته الحسنه والتي تتمثل في الشهامه والكرم والتضحيه
حتى غدت منظومة مجتمعية يعتد بها..
ومرجع أخلاقي وأدبي ساهم في خلق الكثير من القصص والروايات التي
تتناقلها الأجيال جيلٌ بعد جيل
ونحن في هذا الجزء الصغير من العالم مهد الحضارات نفاخر بين الأمم
بتلك القصص والروايات الخالدة
ونشكل الجزء الأكبر من هذا التاريخ الأسطوري العريق ...

لذا ... وبعد مرور أكثر من خمسة وثلاثون عاما على رحيلهم وعودتهم الى ديارهم .

أضع بين أيديكم بعضاً من ملفاتي الخاصه

جَنَيتُ الحُبَّ في قلبي دَفينا= وبَعضُ الشَّوقِ حيناً طال حينا
ولي عَينانِ تَسبَحُ في دِمائي = كَما جَفَّت دُموعي من سِنينا

ولا زالت رماحُ الشَّوقِ تَهوي= على قلبي وقد نَفَضَت حَنينا
كأنهُ حيُّنا ما عاد حياً = ولا عادت حياة الناس فينا

دياري أظلمَت حُزناً عليهِم = حياتي أصبحت كدْراً وَطينا
ولا عاد الحنين يزور شوقأ = فباغتنا الفراق وما بقينا

ولا واللهِ ما عاقبتُ نفسي= ولو نفسي جَنَت منهُ الأنينا
وما قارعتُ غير الهمِّ كأسي = فأبكتني دُموعُ العاشقينا

لهيبُ الشَّوقِ يستعرُ احترقاً = فَيا دُنيا الى ما تزدرينا
فلا قلبي تمكَّنَ من هَواهُم = ولا قرَّت عُيونُ العـاذلينا

ولا جَثَمَت على صَدري هُمومٌ= كما فتكَت بقلبي أمُّ لينا
فمرَّ بخاطري طَيفُ الأحبَّه = أحَلَّ بِعالمي طَيفاً حَزينا

يقولُ اليومَ أردتني قَتيلاً = شِفاهٌ لَم أذُق منها اليقينا
ولا لثمت شفاهي من شفاها = بطعم الشهد خمر الأندرينا

وعادَ الشَّوقُ يَهذي في سُباتي= يقولُ معاً سَنَهلَك أن نسينا
عُهودٌ أبرمَت منذُ التقينا = على عهد الهوى دُنيا ودينا

فلا تبني قصوراً من رِمالٍ = ولا تعنى بقلبٍ لا يَلينا
فَأطلقتُ العِنانَ لمُهرِ شَوقي = لعلَّ الشَّوقَ لا يبقى سَجينا

وقُلتُ وذكرهُم يُدمي فؤادي = عسى طيفُ الأحبَّة يلتقينا
عسى طيفُ الأحبَّة يلتقينا


الشاعر ناجي الصقار

.
.