عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2009   #1


الصورة الرمزية أمـ حمد
أمـ حمد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1801
 تاريخ التسجيل :  25 - 10 - 2009
 أخر زيارة : 09-12-2018 (03:47)
 المشاركات : 3,539 [ + ]
 التقييم :  70
 الدولهـ  Qatar
 الجنس ~  Female
 اوسمتي
وسام نجمة الشبكة الحضور المميز 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي إن الله رحيم رحمته سبقت غضبه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من أسماء الله جلَّ جلاله، وتقدست أسماؤه0 الرحمن والرحيم، ومن صفاته العلى - جل في علاه - الرحمة، وهي رحمة عامة شاملة، شملت جميع خلقه.
-إن الرحمنَ يرحم خلقه برحمته، -وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا،
-إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ-


وصفة الرحمة لله - تعالى - هي صفة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى، وليست كرحمة المخلوقين التي يعتريها النقص والعجز والضعف؛ بسبب نقصهم وعجزهم وضعفهم، والله تعالى - له الكمال المطلق؛ فكانت له الرحمة الكاملة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه
إنها رحمة رَحِمَ بها عباده من ملائكة وإنس وجن وحيوان، ورحم بها جميع مخلوقاته، برحمةٍ تامةٍ وسعت كل شيء.
فبرحمته - جلَّ في علاه - أوجد خلقه من العـدم، ورباهم بالنعم، ودبرهم أحسن تدبير، وصرفهم أجمل تصريف.
وبرحمته - تعالى - أرسل إلينا رسله، وأنزل علينا كتبه، وهدانا من الضلالة، وبصَّرنا من العمى، وأرشدنا من الغي،
-لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ-
وبرحمته - تبارك وتعالى - عرّفنا من أسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وأفعاله الحكيمة ما عرفنا به أنه ربنا ومولانا ومعبودنا، وعلَّمنا ما لم نكن نعلم، وأرشدنا لمصالح ديننا ودنيانا -عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ-
وبرحمته تعالى - خلق الشمس والقمر والأنجم، وجعل الليل والنهار، وبسط الأرض وجعلها مهادًا وفراشًا وقرارًا وكفاتًا للأحياء والأموات
وبرحمته ينشئ السحاب، وينزل الغيث، ويُحْيي الأرض بعد موتها، ويخرج للأحياء من شجرها وخضرتها وثمارها، وسائر أرزاقها ما يأكلون وما يقتاتون، وسخر لهم ما في الأرض مما ينفعهم وينفع دوابهم، وسخر لهم ما يحملهم في البر والبحر والجو
ومن رحمته - جلَّ جلاله - أنه أحوجَ الخلقَ بعضَهم إلى بعض لتتم مصالحهم، ولو أغنى بعضهم عن بعض لتعطلت مصالحهم، وانحل نظامهم، وكان من تمام رحمته بهم أن جعلَ فيهم الغني والفقير، والعزيز والذليل، والعاجز والقادر، والراعي والمرعي، ثم أفقر الجميع إليه، ثم عمَّ الجميع برحمته
وبرحمته - جلَّ في علاه - وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها،
واشتقَّ لنفسه منها اسم 0الرحمن الرحيم0 وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -إن الله خلق الرحمة يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السموات والأرض0فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمةً، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة0 وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة0


إن أوسعَ الصفاتِ رحمته؛ فاستوى على عرشه الذي وسع كل المخلوقات برحمته التي وسعت كل شيء
وأن رحمته سبقت غضبه،
قال تعالى- إن رحمتي تغلب غضبي، وفي رواية-إن رحمتي سبقت غضبي0
وهذا موافق لقوله – سبحانه - كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ- وهو
ولكنه – سبحانه - إذا وعد عباده وعدًا أنجزه
-وَعْدَ الله لَا يُخْلِفُ اللهُ المِيعَادَ-
ومن رحمته - تعالى - أنه يُعيذ من سخطه برضاه، ومن عقوبته بعفوه، ومن نفسه بنفسه.
وخَلْقُ الجنة وما فيها من النعيم المقيم ما هو إلا رحمةٌ منه – سبحانه - بعباده المؤمنين، فبرحمته خلقت، وبرحمته عمرت بأهلها، وبرحمته وصلوا إليها، وبرحمته طاب عيشهم فيها.
- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال 0ما من أحد يُدخله عمله الجنة. فقيل -ولا أنت يا رسول الله0 قال 0ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمة- وفي رواية-إلا أن يتغمدني ربي برحمة منه وفضله0
ومن رحمته - تعالى - أنه ما عذَّب العصاة من عباده إلا بعد أن ابتلاهم، وبيَّن لهم طريق الحقّ فرفضوه، ودلَّهم على الخير فما قبلوه، ولو شاء – سبحانه - لعذَّبهم بلا ابتلاء ولا اختبار، ولو فعل لكان ذلك عدلاً منه؛ لأنه خلقهم ويتصرف فيهم كيف شاء، ولكن رحمته - التي وسعت كل شيء - اقتضت أن يُعْذِرَ إليهم، ويقيمَ الحجة عليهم قبل أن يعذبهم 0
وإذا أراد الله بأهلِ الأرض خيرًا نشر عليهم أثرًا من آثار اسمه الرحمن، فعمر به البلاد وأحيا به العباد، وإذا أراد بهم شرًّا أمسك عنهم ذلك الأثر، فحلَّ بهم من البلاء
بحسـب ما أمسك عنهم من آثار اسمه الرحمن... وأنت لو تأملت العالم بعين البصيرة لرأيته ممتلئًا بهذه الرحمة الواحدة، التي أنزلها إلى الأرض والجو بهوائه، فسبحان أحكمِ الحاكمين وأرحم الراحمين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم -هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ-
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم


 

رد مع اقتباس