عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2009   #1


الصورة الرمزية أمـ حمد
أمـ حمد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1801
 تاريخ التسجيل :  25 - 10 - 2009
 أخر زيارة : 09-12-2018 (03:47)
 المشاركات : 3,539 [ + ]
 التقييم :  70
 الدولهـ  Qatar
 الجنس ~  Female
 اوسمتي
وسام نجمة الشبكة الحضور المميز 
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ولا تتبعوا خطوات الشيطان



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشكل عالم الشياطين العدو الخفي والأشد ضراوة على بني آدم، فهو لا يفتأ يفسد أخلاق بني آدم وعقائدهم، ويورث بينهم العداوة والبغضاء، لذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في بيان خطر هذا العدو، وسبل إضلاله وإفساده، حتى يحذره الناس، ويكونوا في مأمن من مكره وشره
وقال سبحانه- يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر -
ففي هذه الآية بيان للطريقة التي يتعامل بها الشيطان مع ضحاياه، فهو لا يهجم عليهم دفعة واحدة ليخرجهم من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، بل يتدرج للوصول إلى هدفه، وينظر نقاط الضعف في الشخص، ويحاول أن يلج من خلالها، فإن وجد فيه قوة في دينه أتاه من جانب المباحات، وحرّضه على الإكثار منها ليضيّع عليه بعض المستحبات، ثم لا يزال به حتى يتهاون بالسنن، وهكذا حتى يتهاون في الواجبات
ولا يكتفي الشيطان بإضلال العباد فحسب بل يتبع إضلاله تزينناً ، قال تعالى- وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون - ويأتي هذا التزيين على شكل مبررات يسوقها الشيطان لضحاياه لتبرير أفعالهم؛ فالذي يزني ويأتي الفواحش يزين له أنه يمارس حريته الشخصية،
فالشيطان يوسوس في صدور الناس ويأمرهم بالمنكر وينهاهم عن المعروف، وقد مكنه الله من مخاطبة النفس والإيحاء إليها، فالوسوسة هي سلاح إبليس الأمضى، وما أخرج آدم - عليه السلام - من الجنة إلا وسوسة إبليس
فالشيطان لا يريد إسعاد البشرية بل إهلاكها، ولا يريد غنى البشرية بل إفقارها، ولا يريد طهارة البشرية بل تدنيسها
وبين أن كل الرذائل والمنكرات والفواحش مصدرها إبليس اللعين،
نماذج من كيد الشيطان ومكره
حيث لم يقتصر سعيه على الفساد بمخالفة الله في شرعه، ولكن تعدى ذلك إلى مخالفة الله في خلقه .
الصد عن ذكر الله- وهذا من أعظم مقاصد الشيطان أن يضرب الغفلة على قلوب العباد حتى يسهل السيطرة عليه
شبه سبحانه حدوث الوسوسة الشيطانية في النفس الإنسانية بنزغ الإبرة ووخزها لخفائها وخفاء أثرها، وهو تشبيه بليغ إذ أن الإنسان لا يشعر بوسوسة إبليس، وربما كان من الغفلة بمكان بحيث لا يشعر بأثر تلك الوسوسة،
وقد حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم – من أن الشيطان يأتي المؤمن فيشككه في أصل الوجود، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال- إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك فيقول0 الله تبارك وتعالى، فيقول0 من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل0 آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنك
التبذير والإسراف 0وهما مسلكان في الإنفاق يدعو إليهما الشيطان لأنهما إما إنفاق في الفساد، وإما إسراف يستنزف المال في السفاسف واللذات، فيعطل الإنفاق في الخير، وكل ذلك يرضي الشيطان، فلا جرم أن كان المتصفون بالتبذير من جند الشيطان وإخوانه ،
قال تعالى - إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا
أن طريق الله محفوف بالمكاره، وطريق الشيطان محفوف بالشهوات، والنفوس تقبل على الشهوات العاجلة – وإن كانت عاقبتها الألم والحسرة - أكثر من إقبالها على المكاره - وإن كانت عاقبتها الجنة - ، قال تعالى- بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى -
وقال صلى الله عليه وسلم- حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات -
فينبغي على المسلم الحريص أن يستعيذ بالله من شر الشيطان وشركه، وأن يكون على بصيرة من وجوه مكره وحيله حتى يستطيع أن ينجو منها، وأن يسمو بنفسه عن شهواتها فالشهوات بريد المعاصي والسيئات .


 

رد مع اقتباس