لـُـقبت بــ الأميرة والشيخه وإخت الرجال !!
هي الأميره والشيخه /
<> جوزاء بنت بندر بن مقحم التميااااط <>
ولدت على وجه التقريب عام 1312هـ/ 1892م في خب التمياط شمال حائل ، لــ إسرة ذات منزلة اجتماعية رفيعة ، توارثت مشيخة التومان من شمر، وكان والدها :
<> بندر بن مقحم إبن وطبان التمياط <>
كــ أسلافه شيخاً لعشيرته ، واشتهر بالحكمة والشجاعة وقوة الشخصية والمهارة الحربية ، وهي صفات قيادية تتأكد من محورين .. هما :
الأول : توليه مشيخة عشيرته ، وهو منصب غير وراثي بل يتحقق بموجب الانتماء العائلي ، حسب العرف القبلي شريطة أن تتوافر في صاحبه صفات قيادية .
الثاني : ان بعض المسارات التي سمعناها من أشخاص تتحدث عن مواقف له ، تنم في مجملها عن تحلييه بتلك الصفات القيادية .
أما والدتها فــ هي :
<> عمشاَ بنت راشد بن شلاش من آل علي <>
شيوخ عبده من شمر .
ومن هنا نجد أن ( جوزاء ) كانت تنتمي إلىٰ إسرتين من شيوخ شمر، والمؤكد أن هذا الانتماء له أثر في نشأتها فقد حُظِـيت بتربية مدارها .
ومنها : الشجاعة .. والكرم .. والجرأة ، فأظهرت من طفولتها ما يدل على تمسكها بالمثل العليا، أي .. بما يروىٰ : أنها في طفولتها سمعت بأن أفراداً من قبيلتها قاموا في إحدى المعارك بسرقة العطافة ، والعطافه عند البدو.. هو :
(( عطفة الهودج وهو أشبه بالهودج أو صندوق خشب مزين بالأهداب
وريش النعام )) فأسرعت تخبر والدها بما قاموا به مستهجنة تصرفهم !!
مطالبةٍ بــ إعادة ما سرقوه .
وكذلك في اعتقادنا أن هناك عاملاً مؤثراً آخر في شخصيتها انعكس على سلوكها فيما بعد، وهو : أن نشأتها كانت في عائلة أغلب أفرادها من الذكور فقد كان
لها من الأشقاء :
[[ راكان .. وعارف .. ونواف ]]
ومن غير الأشقاء :
[[ صحن .. ومحيسن .. ونايف .. ومسلط .. وسلطان .. ومحمد..
ووضحى .. والجازي ]]
فتأثرت بذلك المحيط .
ويتبين ذلك إلى كثرة ميلها بــ تلمس مشكلات مجتمعها .
وقد أكسبتها تلك الصفات إضافة إلى منزلتها الإجتماعية شهرة بين الناس
لــ يستطلع سادة القوم إلى الزواج منها، وهنا أقدم :
الأمير : <> سعود بن عبدالعزيز بن رشيد <>
في عام ( 1226 ـ 1337هـ/ 1908 ـ 1919م ) على الاقتران بها ليحقق بذلك أمرين :
الأول منهما : الاقتران بــ إمرأة ذات خلق رفيع ونسب عريق .
والآخر : تحقيق هدف سياسي اتبعه أمراء
آل رشيد في اختيار زوجاتهم من بنات قبيلة شمر فقط !! ومن رؤوساء العشائر الكبار، والأفخاذ المشهورة في شمر، من أجل كسب تأييد القبيلة وتعزيز نفوذهم في وسطها .
وخلق تحالف سياسي بين حاكم المدينة الحضرية وبين القطاع البدوي من شمر للاستفادة من كل ذلك في الغزوات مع الأطراف الخارجية ، كما أن هؤلاء الشيوخ سوف يؤدون دوراً مهماً في مناصرة أحد امراء آل الرشيد الحاكم ليدخل في صراع مع منافس له من داخل أسرته .
وأتاح .. ( لــ جوزاء ) الانتقال إلى قصر
[ ابن رشيد ] فرصة التحصيل العلمي فقرأت القرآن الكريم .. وتعلمت بعض الأمور الشرعية على يد شيخ أعمى ، ولا يبدو الأمر مستغرباً إذ عُـرف عن آل رشيد اهتمامهم بتعليم نسائهم .
ولقد حُـظيت ( جوزاء ) بمنزلةٍ عالية عند
[ سعود بن رشيد ] فــ كان يقبل مشورتها ويأخذ بآرائها مقدراً بذلك رجاحة عقلها وما كانت تتمتع به من حكمة ، وأثمر زواجها منه عن ابنتين الأولى منهما
سميت ( زهوة ) غير أنها توفيت في صغرها، ثم أنجبت ابنة أخرى ، أطلقت عليها
كذلك نفس الأسم الأول ( زهوة ) غير أنها توفيت أيضاً .
وتعددت الروايات حول حياتها مع ابن رشيد .. في .. حين تؤكد روايتين شفاهية أنها ظلت في عصمته إلى يوم مقتله في عام 1338هـ / 1919م .. حيث حُمل إلى بيتها .
وتؤكد الرواية الشفاهية الثانيه .. وهي
ما أشارت اليه :
الأميره [[ مضاوي بنت طلال اَل رشيد ]]
أنها طُلقت منه قبل مقتله ، وأن زوجاته اللاتي
كُـنَ في عصمته حين مقتله وهُـن :
[ فهدة بنت العاصي بن شريم الشمري ]
و [ شاهة بنت غضبان الوجعان الشمري ]
و [ لولوة بنت صالح بن سلامة السبهان ]
و [ العنود بنت سالم حمود بن عبيد بن رشيد] .
وبعد حياتها مع ابن رشيد توالت على ( جوزاء ) أحداث وخطب مكدرة ، فقد تزوجت من :
[ فهد بن هذال .. شيخ العمارات من عنزة ]
وأقامت معه في موطنه بالعراق ، وعندما شعر ابن هذال بقوة شخصيتها !! وما أدى إليه ذلك من مكانة رفيعة لها بين الناس الذين أعجبوا بذكائها وحسن تصرفها وكرمها، بادر إلى طلاقها مردداً انه :
[ لا يجتمع في البيت كريمين ] فتزوجت أيضاً من بعده
[ حاكم بن مهيد ، شيخ الودعان ] من عنزة ، وأنجبت له ابنه ( مقحم ) الذي سعت إلى تأصيل الأخلاق الكريمة والشهامة والخصائل الحميدة في نفسه ، غير أنه توفي وهو في سن السادسة من عمره ، تاركاً في نفسها مئاسياً وحزناً قاومتهما بالصبر، وكذلك زاد في أحزانها فقد زوجها [ ابن مهيد ] بعد فترة قصيرة .
وتبدو هذه المرأة الجلدة الصابرة ، ذات القوة والشكيمة ، متعلقة بالحياة ، لا يداخلها اليأس . فقد تزوجت بعد وفاة [ ابن مهيد ]
[ بـ علي السليمان العبيد ] أحد شيوخ الدليم من طيء المقيمين في الرمادي بالعراق ، وطُلقت منه لتتزوج من جديد
[ بوطبان بن فيصل الجرباء ] وتنجب منه ابنة أسمتها ( شريفة ) توفيت وهي صغيرة ، ولم يستمر زواجها من
[ وطبان الجرباء ] بل انتهى بالطلاق ، وهو آخر أزواجها وفقاً لبعض الرواة ودليل المنتديات .
ولقد كانت ( جوزاء ) رغم كل الصعوبات التي شهدتها في حياتها، إمرأة صابرة ، مؤثرة في مجتمعها بما كانت تقدمه من أعمال الخير، فقد عِـرف عنها أنها كانت تسعى إلى إصلاح ذات البين ، وعتق الرقاب ، وحل مشاكل التحيير وغيرها من مشاكل الزواج حتى لقبت :
بــ {{ مجوزة العزبان }} .
لقد أنتهت قصة هذه المرأة الصابره والحكيمه ، ولاكن سيرتها لا تزاااال ، وذكرها .. باقي في قلوبنا .
رحم الله الأميره والشيخة (( جوزاء التمياااط ))
وغفر الله لها واسكنها الجنه وجميع أموات المسلمين .
( منقوووووول )
|