وكانت هذه الابيات قوية تثير نفوس سامعيها بلاشك مما يهدد بعودة الفتنة من جديد بين ابناء الفخذ الواحد لاسيما تصويره عدم احتمال الظلم والهزيعه بعجز الجمل عن نقل اثقاله اذا مالت لجهةٍ اكثر من الاخرى في حين انه اذا اعتدل الثقل سيسير الجمل بكل راحه مهما طال الطريق .

وكذلك تصويره لاهمية ظهور المقاومه وردة الفعل من المظلوم بالطعس وهو الكثيب الرملي المرتفع وأنه كلما سحبت الرمل من زواياه السفلى فسوف يسيل من الاعلى بمقدار الذي تم اخذه وهي تصاوير بالغة الروعة والتميز .
وعندها حلف زامل السبهان ان يقتله لكي يأمن اثارته للفتنه .

وعندما تم القبض عليه لم يقاوم الخدام التابعين للاماره لكونه لم يعتقد الامر يصل لدرجة القتل ولكنه عندما رآهم ساقوه لمكان تنفيذ احكام الاعدام صاح بأعلى صوته نادماً على عدم مقاومته وقائلاً :
ألا ياجرح روحي اللي ماهشت ولاانحشت .. أي لم اقاوم ولم أهرب على أقل تقدير .
سمع الصوت جلساء زامل وهم شيوخ لبطون القبيله ومنهم غضبان بن رمال واحد الجربان فلما علموا بالقصه حلفوا يميناً لاتوقد نار في بيوت فخذهم عامين مما دفع بزامل الى تخفيف الحكم فقام بقطع طرف لسان عياده وفعلا بقي الى وفاته وفي لسانه لثغة تثقل نطقه للكلام فقال في هذه الحادثه:

ومثل هذه الاحداث التاريخية التي تعتمد على اجتهاد الحاكم كثيراً مايختلف الناس فيها حسب المبادئ الاخلاقيه التي يسير عليها كل شخص ...
وستجد من الناس من يرى ان فعل الامير زامل يعتبر باباً من ابواب الظلم والجبروت والتعسف .
في حين انك ستجد من الناس من يرى ان الشاعر عيادة بن منيس يستحق هذا العقاب لكونه من
مثيري الفتنة بقصائده الثائره التي تشق عصى الجماعه وان على الامير كف أذاه عن الرعية بالوسيلة التي يرى انها هي الانسب ..
وهكذا تبقى الاحكام والاراء وسيكون المنصف والمتجرد في حكمه عن الانحياز هو الاقرب للحق..