27-05-2007 | #1 |
|
العادات والتقاليد والأعراف
السلام عليكم ورحمة الله
العادات والتقاليد والأعراف:: يعيش المواطنون في هذه المنطقة من مختلف القبائل والارومات العربية المتحضرة التي تمثل قبيلة شمر غالبية فيها , يعيشون حياة متوائمة يسودها التالف والتآخي والتكاتف والتلاحم فيما يعود بالنفع على الوطن والمواطن منبثقا من الروح الإسلامية المتأصلة في أعماق النفوس والقيم العربية الأصيلة تحت لواء حكومتنا الرشيدة , ويتصف غالبية السكان بصفات حميدة منها سجية الكرم التي جبلوا عليها منذ أمد بعيد حينما حمل لواء الكرم العربي حاتم بن عبدا لله الطائي واشتهر بذلك إلى يومنا هذا , هذه السجية لم تقتصر على أوقات الرخاء وإنما برزت عندما كانت اللقمة من الطعام يصعب على الإنسان بل ويعز عليه الحصول عليها , كان الإنسان في هذه المنطقة يقدم ما يستطيع تقديمه طائعا مختارا وبنفس رضية , ليس هذا فحسب , وإنما تدخل في تقديمها ظاهرة التنافس واكتساب الفخر , هذه السجية شهد بها زوار المنطقة من مختلف الأقطار , وقالوا فيها العديد من قصائد المدح والثناء , حينما كان الإنسان في هذه المنطقة يحرم نفسه وأهله من تلك اللقمة التي تمثل بقاءه على قيد الحياة أو عدمه ثم يقدمها بنفس راضية لذلك الضيف الوافد الذي لم تكن هويته التعريفية الوحيدة ألا أنه "ضيف" دون أن يعرفه أو يعلم من أي مكان , إلا انه ضيف الله حل على احد عباده , في ذلك الوقت العصيب أشرأب عنق هذه السجية شامخا بالبذل والإيثار على النفس وهنا تبرز سجية الجود المتوارثة من جيل إلى جيل. وبالإضافة إلى ذلك تسود بين سكان المنطقة عدد من العادات والتقاليد والأعراف الحميدة , وكما هو معروف أن العادة ما اعتاد الناس على فعله من الأفعال الحميدة , فسار مسار القانون أو النظام لا يحيد عنه احد , إما التقليد فهو أن يفعل إنسان مرموق فعله حسنة يعجب بها الآخرون فيقلدونها ثم تتسع دائرة تقليدها حتى تشمل قطاعا كبيرا من أفراد المجتمع وربما شملت المجتمع بأسره وتكون بمثابة القانون أو النظام وربما أقوى منهما أما العرف أو "السلم" فهو ما تعارفت مجموعة من الأشخاص على فعله ومن ثم جرى استحسانه من العديد من فئات المجتمع وتعارف عليها أكبر عدد ممكن وربما المجتمع كله وصار بمثابة الإطار العام الذي يسير عليه الناس ومعظم العادات والتقاليد والأعراف تنبع من تعاليم الشريعة الإسلامية والأخلاق العربية الكريمة. 1- العادات : منها أكرام الضيف , وعدم السماح للضيف بإيقاد النار أمام أو قرب بيت من البيوت لإعداد الطعام , ومساعدة المحتاج , وإغاثة الملهوف , وسرعة النجدة ، ورعاية حق الجار واحترام كبير السن والقيام عنه في المجلس وتقديم وجبة الطعام صباح يوم العيد في الشوراع . 2- التقاليد كثيرة ومنها لبس العباءة "البشت" من فوق "الغترة أو الشماغ" على خلاف ما كانت تلبس فأول ما نشأ هذا التقليد في هذه المنطقة قبل نحو 150 سنة وكان الناس قبل ذلك يلبسونها تحتها , ومنها أن يقوم الوافد النازل بتقديم الطعام لمن سبقوه من باب رفع الكلفة وكان الناس قبل ذلك يلتزمون بأن يقوم الساكن أولا بتقديم الطعام للوافد أو النازل الجديد عليهم , ومنها لبس العقال الأسود بدلا من العقال الأبيض الذي كان سائدا قبل ذلك وكان يسمى "العصابة". 3- الأعراف أو "السلوم" وهي كثيرة ومنها تعارف الناس على ترتيبات الزواج مثل إعانة المتزوج بالمال والجاه , والسير معه ليلة الزفاف من منزله إلى منزل العروس بما يسمى "السفارة" ومنها سير مجموعة من النساء مع العروس من قريباتها وصديقاتها من بيت أهلها إلى منزل زوجها بما يسمى "الرحالة" ومنها عودة العروس بعد أسبوع أو شهر من بيت زوجها إلى بيت أهلها وعمل وليمة يدعى إليها الأقارب والأصدقاء فيما يسمى "الطلاعة" ومن الأعراف التي كانت ثم بانت بقاء العريس في منزل أهل زوجته مدة أسبوع كامل للبكر وثلاثة أيام للثيب لا يخرج من حجرة العرس ألا لأداء الصلاة أو تناول الطعام عند الجيران أو الجلوس مع الرجال في المجلس ثم يعود إلى حجرته يقضي فيها أسبوع "العسل" حسب تسمية الوقت الراهن هذه الحجرة التي أعدت بمنزل أهل الزوجة بعناية فائقة بمقياس ذلك الزمن , تلك الحجرة التي تتجمع فيها بعض نساء الجيران ويتعطرن من عطر العروسين وترقص فيها الصبايا والفتيات ويغنين ويجتمع فيها الشباب ويتطيبون من طيب العروسين وربما غنوا "السامري" في هذه الحجرة. كل هذا يجري أثناء خروج العريس من الحجرة إلى الجيران , ومنها الجيران يتناوبون العريس بدعوته على طعام الغداء والعشاء بالدور حتى تكتمل مدة بقائه عند أهل العروس ، ومن هذه الأعراف التعاون والتكاتف عندما يريد الإنسان إن يبني منزلا جديدا أو يحفر بئرا لمزرعته أو يبني سورا حول بستانه إن يعاونونه بالجهد الذاتي , والمساهمة في تقديم مواد البناء تقديم الطعام لعماله بالدور فيما يسمى "الدائرية" أو "النائبة" بحيث يكون طعام هؤلاء العمال غداء أو عشاء كل يوم عن واحد ولبس عن القيام بهذه المهمة محيص حتى لو باع الإنسان أغلى ممتلكات مما جعل احدهم يبيع باب منزله ليقوم بهذه المهمة. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إن جميع ماينشر في المنتدى من أشعار ومشاركات ماهي إلا نتاج أفكار تمثل رؤية كاتبها فقط ولا تمثل رأي المنتدى
(رأيت الحر يجتنب المخازي.. ويحميه عن الغدر الوفاء.. فلا والله مافي العيش خيرٌ.. ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ)
المشرف العام