السمؤل وامانة امرؤ القيس وموقف عظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هو السموءل بن غريض بن عادياء صاحب الحصن الشهير في تيماء ويضرب به المثل في اداء

الامانه وذلك ان الشاعر الشهير امرئ القيس وضع عنده دروع امانه وذهب لبلاد الروم فأرسل

له ملك الحيره النعمان بن المنذر سرية لاخذ الدروع منه ولكنه تحصن عنهم بالحصن ورفض وكان

ابن السمؤل في الصيد فلما رجع امسكت به السريه وقالوا اما ان تسلمنا الدروع او قتلنا ابنك فقال

الابن يعتاظ عنه بغيره ولكن ان خفرت ذمتي فليس لها اعتياظ فقتلوا ابنه ولم يسلمهم الدروع واصبح

مضرب المثل في ذلك00

كان ذلك قبل الاسلام وكان السمؤل على الديانه اليهوديه00 وقصيدته هذه لايوجد اعظم منها ومن معانيها

اللغويه في الفخر والاعتزاز وياليت لو كان الرجل لايفتخر الا بعد موقف شبيه لموقف السمؤل لانه موقف

فعلا يدعوا للفخر والعزه وقليل بل نادر من يتحمل مثله000



والآن إلى القصيدة:

إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه=فـكـل رداء يرتـديـه جـمـيـل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها=فليس إلـى حسـن الثنـاء سبيـل
تعيـرنـا أنــا قلـيـل عديـدنـا=فقلـت لهـا إن الـكـرام قلـيـل
وما قل مـن كانـت بقايـاه مثلنـا=شبـاب تسامـى للعـلا وكـهـول
ومـا ضرنـا أنـا قليـل وجارنـا=عزيـز وجـار الأكثريـن ذلـيـل
لنـا جبـل يحتلـه مـن نجـيـره=منيـع يـرد الطـرف وهـو كليـل
رسا أصله تحت الثرى وسمـا بـه=إلى النجـم فـرع لا ينـال طويـل
هو الأبلق الفردالـذي شـاع ذكـره=يعـز علـى مـن رامـه ويطـول
وإنا لقوم مـا نـرى القتـل سبـة=إذا مـا رأتـه عـامـر وسـلـول
يقرب حـب المـوت آجالنـا لنـا=وتكـرهـه آجالـهـم فـتـطـول
وما مات منـا سيـد حتـف أنفـه=ولا طـل منـا حيـث كـان قتيـل
تسيل على حـد الظبـات نفوسنـا=وليست على غيـر الظبـات تسيـل
صفونا فلم نكـدر وأخلـص سرنـا=إنـاث أطابـت حملنـا وفـحـول
علونا إلى خيـر الظهـور وحطنـا=لوقت إلـى خيـر البطـون نـزول
فنحن كماء المزن ما فـي نصابنـا=كهـام ولا فيـنـا يـعـد بخـيـل
وتنكر إن شئنا على الناس قولهـم=ولا ينكـرون القـول حيـن نقـول
إذا سيـد منـا خـلا قـام سـيـد=قـؤول لمـا قـال الكـرام فعـول
وما أخمدت نـار لنـا دون طـارق=ولا ذمنـا فـي النازليـن نـزيـل
وأيامنـا مشهـورة فـي عـدونـا=لهـا غـرر معلـومـة وحـجـول
وأسيافنا في كـل غـرب ومشـرق=بها مـن قـراع الدارعيـن فلـول
مـعـودة أن لا تـسـل نصالـهـا=فتغمـد حتـى يستـبـاح قبـيـل
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهـم=وليـس سـواء عالـم وجـهـول
فإن بنـي الديـان قطـب لقومهـم=تـدور رحاهـم حولهـم وتـجـول

((من ملامح القصه والقصيده))

1- هناك من قال ان السمؤل يهوديا ولايصلح ان يقال عنه انه ضرب مثلا في

اداء الامانه فرددت عليه بقولي:

لكني اخالفك الراي لو نظرنا للموضوع من الناحية الفقهيه لاسباب وهي:


1- النبي صلى الله عليه وسلم عندما امر اصحابه بالهجره للحبشه قال ان فيها

ملك عادل لايظلم بجواره احد 0 فوصفه بالعدل بالرغم انه كان نصرانيا00

2- الله سبحانه وصف المحصنات من المؤمنين وقال والمحصنات من الذين

اوتو الكتاب وهذا دليل على ان فيهن شريفات وهن نصرانيات000

والادله كثيره التي تدل على ان فيهم من يعدل ومن يكون شريفا ومن يكن عادلا

00 والتعميم اذا قلت النصارى ليس لهم عهد فهو صحيح عموما ولكن

بالتخصيص يوجد من يكن امينا منهم00

علما اني ذكرت انه يهوديا ولكن وقته كان قبل الاسلام واليهوديه والنصرانيه

كانتا الدين الصحيح لمن

دان بهما بعيدا عن الكذب والتزوير الذي قام به رهبانهم وانت تعلم انه دخل

الاسلام منهم كثير كما تعلم

فلااعتقد ان هناك حرجا من مدح لامانة شخص منهم معين وعدم تعميمهم

بالامانه جميعا000

اخوي ربما ستقول ليش تدخل بمواضيع الفقه وانت ماعندك غير سوالف

الباديه لذلك اقول بحمد

الله اني خريج كلية اصول الدين عام 1410 للهجره000 ليس تعاليا وانما

من ذكر نعمة الله0

تشرفت بحوارك اخوي العزيز ودمت بود (انتهى ردي عليه)00

2-هذه القصيده اعتبرها افضل ماقيل في الفخر على الاطلاق لكونها تحتوي

تصوير عجيب ودقيق ومقنع فعلا وانظر الى :

فقلت لها ان الكرام قليل0 فعلا دائما من يتصف بالكرم الندي يكونوا معدودين

على الاصابع وكأنه يقول قلة عددنا دليل على رفعتنا وكرامتنا وقيمتنا بل اننا

نستطيع القول ان السمؤل استطاع تحويل الضعف في قلة العدد الى قوه وفخر

وتمجيد وقليل من الشعراء من يستطيع ذلك فعلا0 ثم اثبت ذلك بالدليل بقوله

(وماضرنا انا قليل وجارنا00عزيز وجار الاكثرين ذليل) اي ان الفاجعه التي

اصابته وهو يرى ذبح ابنه امام عينيه جعلها دليلا على ذلك لكونه يجزم انه

ربما لن يستطيع احد ان يتحملها ويطبقها ويحفظ امانته ولو ضاعت حياة ابنه

امام عينيه00

3-تصويره قلة العدد انها بسبب الشجاعه وهو تصوير رهيب ومقنع جدا جدا

للمستمع بقوله(يقرب حب الموت اجالنا لنا00وتكرهه اجالهم فتطول) عجبا

للشعر بلسان الحكيم كيف يستطيع ان يجادلك ويهزمك بكل قوه مهما كنت

فصيحا وبليغا00

نعم جعل ان قلتهم بسبب عدم خوفهم من الموت وهو اصل الشجاعه ودليلها

في حين ان كثرة الغير بسبب جبنهم وخوفهم من الموت وخوض الحروب

الذي جعلهم في العدد كثيرون0 ومن يستطيع رد هذه الحجه الدامغه؟؟

4-قال اننا لانموت الا بالسيف ولانموت كبرا وهرما بسبب الشيخوخه ليثبت

ويؤكد هذه الشجاعه ولكون المقتول من العار ان يضيع دمه هدرا لذلك نبه

لذلك بقوله ( ولا طل منا حيث كان قتيل ) اي ولاضاع دم واحد منا دون ثار

ويقال(من فعل كذا فهو طل)اي دمه ضائع وليس له ثار ولاقيمه 00

5-ثم جعل السبب في ذلك هو شرف النساء وكرامة الرجال وكأنه يقول لم

يدخل في عروقنا عرق اجنبي بسبب شرف نسائنا اللائي لايحملن من غير

ازواجهن واذا كان الحمل من ازواجهن فالولد مضمون المجد والاخلاق لانها

هي اخلاق والده واخواله فقال: (اناث اطابت حملنا وفحول) وهذا جواب

لسؤال قبله وهو (صفونا ولم نكدر واكرم سرنا) اي ان ذاك هو سبب هذا 0

ومهما تكلمت وشرحت لااستطيع ان اعطي هذه الجوهره

الشعريه حقها من التوضيح لما تحمله من معاني شعريه رائعه

بروعة الموقف الذي وقفه صاحبها ولذلك تستحق ان تكن

افضل ماقيل في الفخر دون منافس00000