02-08-2009 | #1 |
|
ثقافة الإتقان !
ثقافة الإتقان ! ما زال اليابانيون يتبوأون أعلى مناصب الإتقان في نظر الكثيرين ، وحينما تذكر أن البلد المصنع لهذه السلعة أو تلك هو اليابان ؛ فكأنك أعطيت المشتري شهادة ضمان على جودته ، حتى وإن كان ثم ما هو أجود منه ، ولكنها السمعة التراكمية والمستحقة لهذا البلد جعلته يغرد خارج السرب وحده ، ولا غرو فهم ينشرون ثقافة "الكايزن " وهو مبدأ يرسخ مفهوم "التحسين المستمر" ، لذا كانوا ومازالوا سادة الإتقان في هذا الزمان ، وقد انتشر في الثقافة العملية المعاصرة فن جديد يسمونه "الجودة الشاملة" وهو مفهوم يسعى باختصار لإتقان العمل ، وما زالت الدول العربية –ممثلة بالحكومات- تسير في مؤخرة الركب ، وليتها تسير بانتظام لكان الأمر مقبولاً ، ولكنها شوهت مسيرة كل ما هو جميل وجيد في كل مجال ؛ وهي لم تتقن شيئاً سوى إخضاع المواطن واستعباده ! ولو تأملت حال العظماء في كل عصر ومصر ، لوجدت أن الإتقان هو منهجهم ، والجودة هي غايتهم ، إذ لولا إتقانهم لعملهم لما عاش ذكرهم ومات غيرهم ، ولولا الإتقان لما كان لعامل من فضل على آخر ، بل حتى في مهاوي العلوم ستجد أن المتقنين قد خلدوا أسماءهم في سجل التاريخ ؛ ففتش في عالم كثيرا ما نجد ثقافة الإتقان في عالمنا غائبة ، ولو قلبت طرفك فيمن حولك باحثاً عن المتقنين لانقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ، مع أن صغيرنا قبل كبيرنا يعرف الحديث القائل : إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ! ، ولكن هل ثم ثقافة للإتقان وفقه له ؟! بل حتى في الثقافة التي يفرضها علينا "الوليدان" : وهي ثقافة مشوهة تثير القرف والاشمئزاز لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالموسيقى قبل أن تحتكرها الشركات وتدخلها إلى عالمها المادي أخرجت لنا عظماء – بغض النظر عن شرعية فعلهم – ولكنهم أبدعوا وأتقنوا فنهم واحترموا من يستمع إليهم ، بخلاف مطربي روتانا هذا الزمان الذين ظهرت عوراتهم - حساً ومعنى- لمن ابتلاه الله بالاستماع إليهم وكان يملك القليل من الذوق الفني الأصيل ! وقل في التمثيل مثل ذلك ، فلو تأملت حال السينما– وهي حديث الناس هذه الأيام – لوجدت أن المناحة التي ناح بها علينا "مناحي" هي عمل أقل مايوصف به أنه مهزلة ، إذ لو شاهد أحدهم فيلم "القلب الشجاع" أو "التايتنك" أو غيرهما مما أتقنته استديوهات هوليوود ؛ لما قبل أن ينزل إلى هذا المستوى من المشاهدة ! ، وليس الحديث هنا عن المناحات إذ غالب أفلامنا مناحة ، ولكن الحديث عن ثقافة الإتقان حتى في الدرك الأسفل من الفنون ! ولو أخذت عالم الروايات –أيضاً- لما اختلف عليك الحال ، فحين يقرأ العاقل رواية كرواية "اسم الوردة" للإيطالي "إيكو" أو " اسمي أحمر" للتركي "باموق" أو " الإخوة كارامازوف " للروسي "ديستوفسكي" وغيرها من روائع الأدب العالمي ، فهل سيحترمه عقله حين يستهلك قدراً من طاقاته في قراءة ترهات "بنات الرياض" أو مغامرات عجوز الشميسي الجنسية ؟! بعد متابعات كثيرة تولدت عندي قناعة : أن فن التمثيل والرواية والرسم : فن غربي ، وأن العرب لا يملكون منه إلا الفتات فهل في الفتات نفع ؟! ولن أخبرك بجديد لو قلت لك : أن الأمر في البرامج الفضائية ليس ببعيد ، ففي حين يستنسخ المنسلخون برامج على غرار "ستار أكاديمي" و "سوبر ستار" والبرامج الفضائحية ، وهي مسخ – لا نسخ – لبرامج غربية معروفة للمتابع ، لا نجد من يقوم باستنساخ برامج مبدعة مثل "أميريكان انفينتور" أو حتى "بريتينز قوت تالنت" فما السر يا ترى ؟ ثقافة الإتقان عند العرب : أن تكون مبدعاً في عمل لا شيء ! ثقافة الإتقان عند الغرب : أن تكون مبدعاً في عمل أي شيء ! والسؤال: هل ثقافة الإتقان غائبة أم مُغيبة ؟! إن كانت الأولى فعلاجها بالتربية وبث الوعي ؛ وإن كانت الثانية : فقد آن لمثلي أن يتوقف قلمه عن النزف ! بقلم : عبدالله الركف |
|
03-08-2009 | #2 |
|
والسؤال: هل ثقافة الإتقان غائبة أم مُغيبة ؟!
ساعه اقول غايئبه وساعه اقول مغبيئه لكن ماازلنا في عجز ... عن الثقافه .. بارك الله فيك اخوي ولاهنت |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الإتقان, ثقافة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إن جميع ماينشر في المنتدى من أشعار ومشاركات ماهي إلا نتاج أفكار تمثل رؤية كاتبها فقط ولا تمثل رأي المنتدى
(رأيت الحر يجتنب المخازي.. ويحميه عن الغدر الوفاء.. فلا والله مافي العيش خيرٌ.. ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ)
المشرف العام