قصة مجادرة عواد بن دهيثم لجدي ضافي بن عايد بن دلامة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصة جدي ضافي وفزعة عواد له رحمهم الله
انقلها لكم بلسان عمي سحلي بن مرزوق بن عايد البزيز ( ابن عم ابوي )

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة مجادرة عواد بن دهيثم البزيز لإبن عمه ضافي بن عايد البزيز { من آل وهب من شمر } هذه القصة حدثت قبل حوالي ( 75 سنة ) . حيث كان عمي ضافي رحمه الله ( توفي سنة 1388 هـ )
ضمن ركب قوامه ( 25 ذلولا ) , اركبوا للإمام عبدالعزيز آل سعود بالرياض لإستلام الخراج , بعد ان تسلموا الخراجي
انكفوا راجعين الى اهاليهم , وحدث ان اصاب بعضهم بحمى وسخونة ثم يتشافون بإذن الله , ومن ضمن من اصابوا بالحمى عمي ضافي رحمه الله
ولكن حماه هذه خطيرة . بعد ان تم له ثلاث ايام بدأ النفر يظهر في وجهه وجسمه واتضح انه مصاب بمرض الجدري
ولما علم الركب عن ما اصابه تفرقوا خشية العدوى ولم يبقى معه الا ابن عمه المرحوم عواد بن دهيثم ( توفي سنة 1423 ) وكان عمره آنذاك حاولي ( 17 )
اشتد المرض حتى انه لا يستطيع الجلوس على ذلوله فلما رآه عواد هكذا ذهب يحش من العرفج ويضع له فراشا
على ذلول ضافي المسماه ( ذيبة ) فأكملوا سيرهم قاصدين سلمى حيث اهلهما فلما اقبلوا عليها ووازنا قرية الصفراء
جهة سلمى من الشرق , ترك عواد ابن عمه المريض وذهب الى القرية يسأل عن موقع الاهل
, فالتقى بإبن عمٍ له اسمه ناهي بن دوشق البزيز
أخبرهم ان اهلهما ارتحلوا مع بعض من عشيرتهم آل وهب الى ناحية النفود بالقرب من جانين
ثم عاد عواد إلى ضافي الذي كان بعيدا عن القرية حتى لا يصيب اهل القرية فقرروا ان يقيما في احد غيران سملى حتى يحكم بأمره الله لان المريض أصبح لا يتحمل المسير
فاختارا غارا في مدخل وادي (( حور )) من اكبر وديان جبل سلمى , فقام عواد بحفره وتوسيعه ثم نزلا فيه
ثم ذهب عواد بعد ان قيّد ذلوليهما إلى عمه عمير بن عقيل البزيز الذي كان يقيم في وادي النخيل يسيل غرب الى جهة الغرب نحو السبعان وناداه من بعيد واخبره باختصار بهذه الظروف وطلب منه العون , فكان العم عمير
هو من يقوم بقضاء حواىجهم وطلب الطعام لهما .. الوقت الان في أول الشتاء
بدأ عواد يجمع الحطب من العسب وكرب النخيل ويصنع الملة ثم يدفن المجدور بها ( داخل الغار ) .. كان يفعل ذلك لمدة ثلاث ايام وينقط في فم المريض حليب ماعز وفلفل حار وسمن كانت تأتي بها امرأة من قرية المضابيع المجاورة لحور
كانت تدعى { شطة العرعير } رحمها الله وكان يُثنى عليها , الناس في وقت الشتاء قليل لان معظمهم انحدروا الى السهول طلبا للمراعي للحلال
, بعد ثلاث ايام من دفن المريض بالملة بدأ النفر والصديد يخرج ويتفضخ وفاحت رائحة المجدور المنتنة
وشمها الذئاب والثعالب فخاف عواد من تلك الذئاب حيث كان يسمع عوائهن , في الليال التاليات هجمت الذئاب
عليهما لكن عواد كان محتاط أغلق فتحت الغار بالحجارة والطين والعسب وكانت تقوم الذئاب بخرش الباب
فيلقي عواد عليهن شهاب من العسب الملتهب فيذهبن لفترة وجيزة ثم يعدن , ثم يعيد الكرة يلقي عسيبا ملتهب
وكان يقضي ليله هكذا.
الليالي الثلاث التي مضت كان المريض في شبه غيبوبة , عواد يقول في كل صباح اخرج من الغار
لكي لا ارى وجهه لانني اتوقع انه مات , فيهدأ بالي قليلا فأعود , و في اليوم الرابع
نظرت إليه فوجدته تحسن قليلا وعيناه ترمشان كنت لا اراهما من النفر والتورم
فناديته : ضافي فرد علي بصوت منخفض جدا : آه
فقلت : ابشر بأمك , فرحت فرحا شديدا ورجوته بإذن الله تعالى.
يقول عواد استقرت حال ضافي أياما و بدأت تتحسن شيئا فشيئا.
تلقى اهل ضافي خبر مرضه عن طريق رجل يدعى مرزوق بن عقيل وهو عم عواد
بعد ان تسلم مرزوق ذلول ضافي << ذيبة >> وذهب بها الى اهله وبعد ان وصل لاحظوا ان ذلول ضافي عليها مرزوق
فعلموا ان بالامر خطورة , فسألوا مرزوق بحرارة اين ضافي ؟! فأجابهم بانه مريض في جبل سلمى
مجدور وهو الان يتماثل بالشفاء , وكان والدا ضافي يعلمان خطورة هذا المرض بانه فتاك
و تجادلا والدا ضافي كلن يريد الذهاب لرأيت ابنه ثم اعتلى صوتهما
فتدخلوا الاقارب فأشاروا بأن ام ضافي (( اسمها هويّا )) تذهب لترى ابنها ثم تعود فيذهب والده .
ذهبت مع مرزوق وعندما وصلوا , حلت ضيفة عند عمير البزيز فذهب بها الى الغار لترى ابنها
فلما اقتربت من الغار لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء وكادت ترمي بنفسها عليه
لو لا ان عمير تداركها ومسكها وكانت تتفلت من يديه تريد ان تحتضن وتقبل ابنها
فلما رآها ابنها ضافي بهذه الحالة قال لها أماه انا بخير وطيب واسعى بطيب وارجوك لا تقتربي
لكي لا تتسببي بعدوى من خلفك من اهلنا , ولكن دون جدوى تحاول الافلات من يد عمير
ثم امسك ضافي بخنجره وقال : ان لم تمتنعي عني سأقتل نفسي وأقسم بالله على ذلك , ثم امتنعت وهدأت
وكانت تزوره كل يوم لمدة عشر ايام
في أثناء غياب ام ضافي كان زوجها متلهفا لعودتها ليأخذ الاخبار , ناهيك ان بعض الاقارب
يقول لا تترك ابنك ليس عنده الا شاب صغير يفرط عقله ويترك ابنك وحيدا
فأنشد ابو ضافي ( اسمه عايد بن دلامة البزيز )

متى يجينا طارش فوق عجلان=يقول انا بشير وابـْـي البشارة
يذكر لنا ضافي طويب وبريان=والعين عقب (السِّهْـر) تضحك غزاله
لعطيه ما حاشن يديي من المال=الله وامانه دقها مع جلاله
يالله تطلع ضافي من ظلمة الغار=ومن اللحود اللي عليهن زبارة
يا عبيد انا كبدي بها لاهب النار=زل الشهر يا خوك ما جا خباره
عواد يــاللي للثقيلات شيال=ما صد خشمه عن خويه واداره
عمره صغير ن يوم خفات الاذهان=وحاش المراجل دقها مع جلاله
يصبر كما يصبر على الشيل بلهان=عدل المناكب والثقيلات شاله

عجلان : الجمل الذي ذهبت عليه ام ضافي
عبيد : ابن عم ابو ضافي يكون عم عواد دهيثم


عادت ام ضافي الى زوجها وابنيها الصغيرين ( والدي مرزوق وعمتي نوير ) مرتاحة البال حاملة الاخبار الطيبة واخبرت زوجها واهل القبيلة
بأن ولدها طيب وحالته في احسن حال وما كان من والده بعد سماع هذه الاخبار الا ان هم بالسير متجها الى ولده
فوصل عنده ومكث عند ابنه حتى برئ من مرضه واخذه يغسله بالتعاون مع عمير وعواد ورجل من ابناء القبيلة يدعى لافي البزيز
, بعد ذلك احرقوا الغار حتى يقتل الجراثيم ولا يعدي الناس , ثم عاد والد ضافي ومعه ضافي الى اهله قرب جانين
ولكن ضافي كان في زمن الحمية فبنى له ابوه (( عِنّة )) بمحاذااة النزل وبقي على هذا الحال مدة من الزمن
وكل ما رحلوا العرب يبني له ابوه عنة اخرى ويحرق الاولى ... وهكذا , وكان ضافي رحمه الله محراما للصيد
يصيد الارانب ويعطيها لأمه , بعد ان اجتاز ضافي المدة المحددة للتشافي من الحمية اخذه والده وغسله مرة ثانية
وحرق ثيابه القديمة وألبسه ثيابا جديدة وأذن له الدخول الى البيت ومخالطة الناس.
وذبح ابو ضافي كبشا كبيرا عيدا لوجه الله بعد ان منّ الله على ابنه بالشفاء.
قال ضافي رحمه الله مقولة شهيرة , بعد ما سألوه اصدقاؤه عن ماذا حصّل من ذهابه للرياض
فقال ( ما حصلنا الا خمسة وجدري ) واصبحت مضرب مثل لمن يذهب للفائدة ويعود بضرر.
وهذه ابيات شعرية قالها الرجل الشهم عواد بن دهيثم الذي لا ينسى معروفه لطالمنا الشمس تطلع من الشرق
يقول

البارحة بالليل حضب مني الذيب=يبي خويي يوم بان الردى به
فاضن علي من طوال المراقيب=وتجمعن علي كل الذيابة
تطانبن وحضبن مني بتقريب=وعقب العشاء خلن علي ضبابة
عبيد يقول لو ان الخوي منك بصليب=متعلي عده بعالي هضابه
الاولة والله ذالن من العيب=والثانية لعيون جالي عذابه
لعيون من نهديها شالن الجيب=وثمانها مثل ضيق السحابة
فكيت خويي بحمر المشاهيب =وانا احمد المولى سريع ثوابه
وانا احمد المولى علام بالغيب=صارت سوالفن كلن حكى به

واترككم الان مع صور الغار ووادي حور








هذه صورة الغار من بعيد


وهذه صورة اقرب



وهذي من داخل








وهذه صورة نخل املاك أبناء الوهب


وهنا قد انتهينا من هذه القصة البطولية
وشاكر لكم على حسن القراءة .

كاتب هذه الرواية سحلي بن مرزوق الشمري حفظه الله , نقلا عن عواد بن دهيثم رحمه الله

مع بعض التعديلات والاختصارات
التي بدرت مني انا شخصيا محمد نومان الشمري وشكرا

سلمت يمينك على هذه القصه الواقعيه الجميله
لاهي غريبه من احد ابناء قبيله شمر الطنايا

اهل الكرم والعلوم الغانمه


بانتظار المزيد

تحيتي

تسلم يمينك
كل الشكر

ندا الغيداني
هلابك والله ويا مرحبا
تسلم على المرور

عساف نجد
الله لا يهينك على المرور الطيب
مشكور وما قصرت

محمد الشميلي
تسلم على الرد
تشرفت بمرورك

قصة مؤثرة حيل فاضلي
رحمهم الله جميعاً برحمته الواسعه وأسكنهم فسيح جناته
هؤلاء الرجال اللي علمهم غانم ويحسب لهم الف حساب
القدير محمد نومان الشمري
تسلم اياديك على نقلها لنا والجميل حفظ حقوقها لك استاذي
خالص التحايا لسمو شخصك النبيل

مديرنا ابو غااازي

يا مرحبا اسفرت وانورت بك الدار
يشرفني ويسعدني مرووورك العطر والعذب في موضوعي
الله يعطيك العاافية ويكثر من امثالك
شخص راقي جدا ومتووواضع , وتأدي المطلووب اللي ومهتم جدا
تحياتي لشخصك الكريم ومشكووورين على التنسيق