الله نشد ياحمود

هذه الأبيات لها قِصّة .. والقصة لها روايات مختلفة تتلخّص بقصة رجُل يُدعى ( رويعي)
وهو من قبيلة حرب الكريمه ، قدِم إلى جبل " رمّان " في قرية " الصداعية " والتي
يقطنها فِخذ ( العليّان ) من قبيلة شمر وشيخهم ابن سعيد "معشي الذيب" مِمّن
اشتَهَروا بالشجاعة والكرم .
جلس الرويـعي في ضيافتهم ؛ ومِن عادة العرَب عدَم سؤال الضيف إلاّ بعد إنتهاء مُدّة
الضيافة وهي ثلاثة أيام . المهم أنه أخبَرْهم ان اسمه رويعي وانه يبحث عَن الرزق ،
وفي ذلك الوقت كانت فُرَص العمَل محدودة ، وفي الشمال أغلبها الأعمال هيَ الرعي .

جلس عندهم فترة ، وكان يرعى الغنَم ، واذا ماجاء المساء جلس أمام الدلال وعمَل
القهوة وكان رويعي محلاًّ للثقة ، وكان رجُل يتميّز بصِفاتٍ تجعله أهلاً لهذهِ الثقة .
وذات يوم حيث كان رويعي في المرعى ؛ حصل هجوم على الإبِل ونهبوها ، وكان
هناك رجل على فرَس ومعه سلاحه ، لكنه فشل في ردّ القوم ، فطلبه رويعي الحصان
والسلاح وكان الفارس لا يظن أنّ رويعي سيعمل شيئاً ، ومع ذلك أعطاه الحصان والسلاح .

وفِعلاً لحق رويعي بالغزاة وخلّص الإبِل ، وكانت بنت الشيخ ويقال بأن اسمها رثعة قد
شاهدَت كل ماحدث ، وعلِمَ الناس بالخبَر ، لكن لا يعلمون أنّ رويعي هو مَن خلّص الإبِل ،
بل كانوا يظنّون أنّ الفارس هو من خلّصَها !

وعند المساء عاد رويعي إلى مكانِه واستَلَم القهوة دون أن يُفصِح عَن شئٍ .
ولكن ابنة الشيخ استأذنَت والدَها بالحديثِ ؛ فاذِنَ لها فقالت لرويعي : قُم عَن القهوة
واجلس على الشداد بجنب أبوي !
وأخبرَتهُم بالقِصّة ، وقالت إنْ صِدَق ظنّي فانه فارس وورائه قصة !

عند ذلك أخبرَهُم رويعي بإسمِه ؛ وهو ( مفضّي بِن ولمان الأحمدي الحربي ) ، وأنه
( جلوي أو دمَوي ) ، وهو الرّجُلُ الذي يطلب ثأر دم .
طابَ مقامُه بينهم ، وأحبَّ كرمَهُم وتعامُلَهُم معه ، وتزوّج منهم وأنجَبَ أبناءاً أكبرُهُم
( حمود ) . وذات يوم كان حمود يلعَب مع الأطفال ، فأساءَ إليه أحدُ الأبناءِ بكلمة ،
وأخبَرَ حمود أباه ؛ فقالَ له أبوه :

ياحمود عن ديرَة خوالـك جلينـا=سود الوهم من يمِّنا تلطخ الجـال
ليا صار قربك مايحشِـم علينـا=إنْ طِعت شَوري دنّوا الزمل بالحال

وقال : ( يامرة اجدعي البيت ) !
فجاءوه وسألوه عَن سبَب رحيلِه ، فقال : قال والله أبَد .. ودّي إن عيالي يعرفون
عمامهم وبنيخيهم .. وأنتم ماقصرتم معْنا ، وقضينا عندكم مدّه ماننساها .
( كان هذا مجرد عذر )

واتجه إلى الحناكيّة حيث قبائل حرْب . ولكن بعد شهر أو شهرين حَنّ لخَوال عياله العليان
من شمّر حيث كانت أيامه المميزة .. فقال :

لاواهني ياحمود من فـارق الـدوم=نبي عربنا .. يـم اطاريـف رمـان
ياحمـود والله ماعلينـا بهـا لـوم=ماستانس الى وسط نـزل العليـان
ياحمود كني عندهم باشـت الـروم=ومزودن وزني علـى كـل ميـزان
الله نشد ياحمود عن معرفـة يـوم=وعشر وثمان اسنين ياحمود جيران
ياحمود يظهر لك صديق"ن" من القوم=ويظهر من الربع الموالين عـدوان

والقصة لها عدة روايات نكتفي بهذه الرواية التي قرأتها ..