22-01-2011 | #1 |
|
لـــكـــن الله يـــــرانـــــي
لكـنَّ الله يَـرانـي نسرين بنت محمد حسام الدين الخطيب : قبلَ سنة كان ابني الصَّغيرُ في الخامسة من العُمر، وكنا حديثي عهد بجيران في بنائنا، وكان لهم طفلٌ في نحو سنِّ ولدي، فطلبوا منه الدخولَ عندهم ليلعبَ مع ابنهم، استجبتُ لطلبهم، وسمحتُ لأحمدَ باللعب عندهم، وأوصيتُه ببعض الأمور؛ خشيةَ أن يسبِّبَ لهم إزعاجًا ما، وكان مما أوصيتُه به: أن يلعبَ بهدوء بلا ضَجيج، وألاَّ يطلبَ منهم شيئًا، ولا يأكلَ عندهم طعامًا. وفي أحد الأيام كان أحمدُ يلعب في دارهم، وحانَ وقت الغداء، ووُضعت المائدة، ودُعي ليُشاركَهُم الطعام ، فاعتذرَ منهم بأدب، وحينما ألحُّوا عليه وأكثَروا، صارحَهُم بالأمر قائلاً: أمي لا تسمَحُ لي، فقال له جارُنا مازحًا: إن أمَّكَ لا تراك الآنَ ؟ فأجابه أحمـدُ بثقة ويقين: لكنَّ الله يَراني . في صباح اليوم التالي قصَّت عليَّ جارتي الخبر، تملؤها السعادةُ والدهشةُ معًا من موقف رفيق طفلها الجديد! أجل، إن الأطفالَ كالأرض الخِصْبَة، إذا أُلقيَت فيها البذورُ الصالحة أنبتت نباتًا حَسَنًا، وأخرجَت ثمرًا يانعًا، وإذا تُركَت وأُهملَت نبتت فيها الأشواكُ القبيحة المؤذية. والتربيةُ السليمةُ تبدأ من لحظة قُدوم الطفل إلى الدنيا؛ فهو كالإسفَنجَة، يمتصُّ كل ما يمرُّ به، بلا تمييز بين غثٍّ وسَمين، ونافع وضار، وهو يتلقَّى ما يدورُ حوله، ولو كان في ظاهره مشغولاً بألعابه وعالمه الخاصِّ؛ لذلك كان أهمَّ وأَولى ما يجبُ أن يُزرعَ في نفس الطفل: محبةُ الله، ومراقبتُه في السرِّ والعَلَن. ومن المواقف الطَّريفة التي تدلُّ على ذلك، أنني في بعض الأحيان كنت أتجاذبُ مع زوجي الحديثَ عن إخواننا المسلمينَ في فلسطين، وما يتعرَّضون له من إيذاء وظلم من اليهود أعداء الحقِّ والخير لعنَهُم الله، وبدعم من أعوانهم النصارى أخزاهُم الله، وفي أثناء هذه الأحاديث لم نكن نُعير انتباهَنا لغلامنا الصغير، نظنُّه مشغولاً عنا بألعابه وأشيائه. وذاتَ يوم كنتُ أُصغي إلى تلاوة للقرآن الكريم من المذياع، وفرخي الصغيرُ يلعب بعيدًا عني، في أحد أركان الغُرفة، كان مُنهَمكًا بصُنع بيت من المكعَّبات، وكان حينها ابنَ ثلاث سنينَ ونصف ، وتلا القارئُ فيما تلا قولَه تعالى: { وقالت اليهودُ والنصارى نحنُ أبناءُ الله وأحبَّاؤُه } ، فإذا بأحمدَ ينتفضُ ويصرخ بغضَب: كذبوا كذبوا !! ثم التفتَ إليَّ وقال مُستنكرًا: سمعتِ يا أمي ؟! اليهودُ والنصارى يقولون: إنهم أبناءُ الله وأحبَّاؤُه، كذبوا، هم أعداءُ الله، أليس كذلك ؟! لم أُجبه، فقد عقَدَت الدهشةُ لساني، وأدرَكتُ أن أطفالنا يملكونَ من القُدُرات ويَعقلونَ من المعاني ما لا نتصوَّرُه، وما علينا إلاَّ أن نقدِّرَ ذلك حقَّ التقدير، ونوليَه العنايةَ اللازمة، وأن نكونَ حذرين في تربيتنا لهم، وسلوكنا معهم، فلا يسمعونَ منا ولا يرَونَ إلا ما يُرضي الله سبحانه م\ن
|
ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ , فَلاَ يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا وُضِعَا إِنَّ الجَمِيلَ وَلَوْ طَـالَ الزَّمَانُ بِـهِ , فَلَيْسَ يَحْصُدُهُ إِلاَّ الَّذِي زَرَعَا
|
22-01-2011 | #2 |
الإدارة
|
رد: لـــكـــن الله يـــــرانـــــي
جزاكي الله خير على هذه الكلمات النيرة عن هذه الأم الصالحة ، والولد الصالح نسأل الله أن يجعله قرةٌ عينٍ لوالديه وأن يجعله رآية من رآيات السلام والإسلام وكما قال من لاينطق من الهوى صلوات ربي وسلامه علية {بروا أباؤكم تبركم أبناءكم } وقال أيضا { كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه} وقال الشافعي الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ اختي الكريمة : الطفل كالصفحة البيضاء ان انتقينا ما نكتب بها من ارقى الكلمات واسمى العبارات واخلص المواقف وصدق المعلومات فإننا سوف نجني الخير لَيْـسَ يَرْقَـى الأَبْنَـاءُ فِـي أُمَّـةٍ مَـالَـمْ تَكُـنْ قَـدْ تَـرَقَّـتْ الأُمَّـهَاتُ جزيتِ خيرا مشرفتنا الفاضلة نجديه على الاختيار والانتقاء الهادف دوما تقديري لسمو شخصك الكريم ؛؛؛ |
لن يضرك ان ترد على زميلين او ثلاثه في كل مره تزور المنتدى
رحم الله من أهدى لي قبسا يضيء لي عتمة المكان من حولي |
22-01-2011 | #3 |
دعيج ولعبته المفضله الصيخ
|
رد: لـــكـــن الله يـــــرانـــــي
ونعم التربية والله
هذه الأم مدرسة فل تستفيد كل أم من قالك الرائع هذا تحياتي |
|
23-01-2011 | #5 |
|
رد: لـــكـــن الله يـــــرانـــــي
ونعم التربية وفقك الله هذه الأم الإســــــــــطورة للأمهات
شكري وتقديري لجنابك نجديه |
اغلي اهل الطيب واعز القرابه=وابغض النمام والرجـل الهـذور من يحط الطيب والنخوة زهابـه=والله اني له رفيـق (ن) مايبـور |
23-01-2011 | #7 |
فـــاقد الشيء لا يعطيه
|
رد: لـــكـــن الله يـــــرانـــــي
بارك الله فيك ونفع بك أختي الفاضله دائماً مميزه شكري و تقديري |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إن جميع ماينشر في المنتدى من أشعار ومشاركات ماهي إلا نتاج أفكار تمثل رؤية كاتبها فقط ولا تمثل رأي المنتدى
(رأيت الحر يجتنب المخازي.. ويحميه عن الغدر الوفاء.. فلا والله مافي العيش خيرٌ.. ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ)
المشرف العام