المنعرج الحقيقي في علاقة امارة الرشيد والاتراك

14-06-2010

(( المنعرج الحقيقي في علاقة امارة الرشيد والاتراك ))

ان الاعتراف التركي الرسمي بأمارة الرشيد على جبل شمر ونجد يعتبر داعماً شرعياً وسياسياً للاماره كما هو معلوم للجميع
فيعتبر دعماً شرعياً لكون السلطان التركي يعتبر خليفة المسلمين وولي الامر 0
ودعماً سياسياً لكونه يؤهل الاتراك بدعم امارة الرشيد عسكرياً ولوجستياً وهو ماحدث فعلاً خلال الفترات الحرجة من
عمر هذه الاماره وكان هذا الدعم مسانداً قوياً لها بلاشك 0
الا ان هذا الدعم دخل في منعرج حقيقي ومؤثرٍ في تاريخ هذه العلاقه وذلك في تاريخ
29 صفر 1322 ه - 15 مايو 1904م عندما حدث خلاف بين الامير عبدالعزيز بن متعب الرشيد مع قائد الطابور التركي
الذي سار لمساندته ويتكون من (400) جندي وكانت النتيجة لذلك مقتل الضابط التركي ومقتل 100 جندي واصابة 90
من عساكر الاتراك في حادث غامض جداً حسب ماهو ثابت في الوثائق التركية والبريطانية وتمت الاشارة لهذه الحادثة
في كتاب (امراء وغزاة) ص200 وقد تعددت الروايات لهذه الحادثة الا ان الاتراك رجحوا قيام الامير عبدالعزيز المتعب
بتنفيذ ذلك عمداً بسبب الخلاف الذي وقع بينهم 0
وكان الاتراك قد قدموا مساعداتٍ عسكرية لابن رشيد في بداية شهر صفر 1322 ه على جال الفرات وهو نفس الشهر الذي
وقعت الحادثة في نهايته 0
وبالرغم من كون الاتراك لم يقطعوا العلاقات مع امارة الرشيد مباشرة حيث اكمل الطابور التركي مهمته في مساندة جيش بن رشيد
وذلك بعد الحادثة بثلاثة ايام تقريباً في تاريخ الاول من ربيع اول 1322ه خلال معركة البكيريه بين ابن سعود وبن رشيد وانتصر بها
بن رشيد 0
الا ان هذه الحادثة دفعت الرأي السياسي التركي للتصريح بعدم الوثوق بحكمة وسياسة الامير عبدالعزيز المتعب مما ادى الى ضعف
العزيمة والهمة في دعمه بشكل قوي ومؤثر 0
وبعد اطلاعي بشكل دقيق على الوثائق التي دونت تلك الفترة بشكل دقيق أستطيع الجزم بأن هذه الحادثة هي المنعرج الاول والاساسي
لابتعاد الاتراك شيئاً فشيئاً عن امارة الرشيد وضعف الاهتمام لديهم بدعم الامارة بشكل جدي والله اعلم 0