نبذه عن الشاعر :دايس الدندح الهقاز

عندما نتكلّم عن شعراء في الرعيل الأول قد مرّ على ذكراهم زمن طويل فإننا يجب أن نتصوّر ذلك العصر وتلك البيئة التي عاشوا بها وما فيها من منازعات وحروب وغزوات يصبح بها الفقير غنياً والغني فقير .
هنا أحد الشعراء البارزين في قبيلة شمّر عامّة وقبائل الدغيرات خاصة وهو دايس الهقّاز ..
وكما هي العادة التي اتبعتها في تناول المواضيع من الإحاطة قدر الإمكان بأيّ شخصية في مجتمع شبه الجزيرة وعلى وجه الخصوص منطقة نجد وذلك للإحتمال الكبير في توفّر المعلومة الكافية .
اسمه ولقبه .. .. زمنه الذي عاش به .. .. أهم الأحداث التي سجّلها في شعره .. ؟
هو دايس بن دندح بن منديل من حسين المجلى من الدغيرات من عبده من شمّر..
ولقبه ( الهقّاز ) وهذا اللقب استمر لما بعده , ولم نتمكّن من الإحاطة بتاريخ مولده وتاريخ وفاته الاّ إننا نستطيع التعرّف على الزمن الذي عاش به بالمقارنة مع الشخصيات التي كانت موجوده في ذلك الوقت والاحداث التي شارك بها في شعره فقد زامن ذلك الوقت مقتل الشيخ مطلق الجربا ومسلط الجربا الذي قتل في سنة 1205هـ وعلى اثرها نزح الشيخ مطلق الجربا الى شمال سوريا بالقرب من الحدود العراقية وقتل في الابيضّ سنة 1212هـ وبعدها خرج فارس أبن الحميدي الجربا ببعض شمر الى العراق فنقول أن عمره مابين 1180هــ الى 1250هـ وهذا العمر تقريبي .!!
اما تسمية دايس الحسيني بالهقاز فله مناسبة جديرة بالذكر حيث تدل على شجاعته ومروءته وتمسّكه بالعادات العربية الاصيلة حتى في اصعب المواقف واشدها وخلاصتها هذه القصة التي حدثت في قريبة من ارض الحماد بين مثلث السعودية والاردن والعراق :
( كان هناك مع الحسين ( حسين المجلى ) شخص يقال له حمد الحربي وكان جلوي مع الحسين وقد عاش بين الحسين فترة طويلة ولم يشعر بضيق او تغيّر عليه من أي شخص مما اطاب له المقام معهم آمناً مطمئناً . وذات مرّة غزو شمّر ومعهم من الدغيرات وهم الحسين وكان حمد الحربي مرافق للغزو على عنزة وصارت كسيرة عليهم من قبل عنزه وأصيب من أصيب ومن ضمنهم حمد الحربي الذي كُسرت ساقه وقُتلت ذلوله ووقع على الارض ينخى ويستفزع فسمعه دايس الحسيني الدغيري وكانت تحته ذلول حرّه اسمها ( حجيلا ) وعندما التفت رأى حمد مكسور فرجع له وعنزة مقبلين نحوهم ومدّ يده لحمد وقال له امسك بيدي بسرعة وهو على ظهر الذلول ( وكان دايس ضخم الجسم , طويل القامة , صاحب بُنية قويّة , ذو شاربان عريضان ولحية كثيفة وشعر غزير ) فتناوله بيده ورفعه على ظهر الذلول وانطلقت بهم ولكن عنزة قد قربوا منهم كثيراً وليس مقصدهم دايس ورفيقه فقط بل انهم يتبعون بقية القوم الذين انكسروا وعندما اقتربوا جداً من دايس ورفيقه الحربي لز لهم راعي صفراء وقال اوقفوا والاّ قتلتكم فلم يوقفوا فرمى الذلول وقتلها ووقع دايس والحربي علي الارض فتركوهم وقد تعرّض لبعض الجروح الخفيفة وذهبوا لان طمعهم في الذلول وبعد ان قتلت ذهبوا عنهم فحمل دايس خويه على ظهره تساعده في ذلك بنيته الجسمية القوية وسار به وهو يتطلّع حوله لعلّه يرى احد من العربان يترك عندهم خويه المصاب حتى يشفى ولكن لم يرى احد وعندما اقترب الليل لجأ الى شجرة واحتمى بقربها وجمع الحطب واوقد النار واخذ يطعم رفيقه بما وجده من طعام ومعه سيفه وبعد فترة سمع اصوات الذيابة تقترب منهم فأخذ يشجع رفيقه المصاب ويطرد الخوف عنه وكلما اقترب ذئب رمى عليه من النار وهرب وهكذا ليله كلّه حتى اقترب الصباح ويأست الذئاب من التمكّن منهم فأخذت تعوي عواء البائس وذهبت الاّ شيباَ منها كان كبير الجسم لم يذهب واختبأ خلف الشجرة , ولما احس دايس الحسيني ان الذيابة ذهبت ارتكأ على السيف ومن شدّة التعب والسهر غفى قليلاَ وكان الشيب ينتظر هذه الفرصة فوثب سريعاً ولم يشعر دايس الاّ والشيب قد غرس انيابه في ساقه وخلع عظلة ساقه كلها فوقع على الارض ثم نهض بسرعة واشتبك مع الشيب وكانت يداه واحدة في رقبة الشيب والاخرى في يد الشيب وواقف على رجله السليمة والاخرى يجري الدمّ منها وهو يحاول ان يخنق الشيب والشيب يحاول ان يخل توازن دايس بذيله واستمرّ هذا الوضع وقتاً حتى بدأ الشيب ترتخي قوّته وظهرت رائحته فعرف دايس انه استطاع قتل الشيب فأستمرّ بالضغط على رقبة الشيب حتى وقع على الارض , فوقع دايس على الارض من شدّة التعب واخذ ينظر الى ساقه التى تتدلى منها العظلة ولم يبقى الاّ العظم بدون لحم فتناول سيفه وقطع بقية العصب الذي يمسك بها واخذ يضع عليها من ملّة النار حتى يبست ولا يستطيع ثنيها فأخذ يطمأن رفيقه الحربي ويقول سوف يحظر لنا احد وينقذنا وقام يتوكأ على سيفه لينضر حوله فظهرت عليهم ست ركايب فأخذ يصيح عليهم ويلوّح لهم فشاهدوه فحضروا عنده وكانوا من قبيلة شمر ( من الميّاق من الغفيلة من سنجارة ) فأخبرهم بالقصة فجلسوا عندهم تلك الليلة يعالجونهم ويحرسونهم وفي الصباح رجعوا بهم الى ديارهم فطاب الحربي وأمّا دايس الحسيني فعابت رجله واصبح يمشي على عصى ويعرج منها فسمى ( النّقّاز ) ثم حُرفت الى الهقّاز فصار لقباً واشتهر به وتتابع بعده ابناؤه بهذا اللقب..!!
وسوف ننقل بعض قصائده اللتي قالها في بعض الاحداث اللتي مرة على شمر ومنها مناخ حجلان المشهور والذي قيل فيه الكثير من القصائد وسببها أن بعض أفخاذ القبيله كانوا يريدون تغيير مجريات الامور بالنسبه للقبيله بأنها الجربان عن بكرت أبيهم وقد حلفوا بأن يطفوا تلك الشعله الباقيه ولكنهم أصطدموا بحواجز قويه لم يتوقعوها وأستمر المناخ لعدة أيام الى أن كان يوم الضفر بقدوم هل العصلا ((العمود)) وأنتهت تلك المعركه بتغلب الجربان ومن معهم من شمر على ابناء عمومتهم ومن معهم من عنزه فقال الهقاز قصيدته المشهوره ((ضعاين)) وسوف نأتي ببعض منها:-

قال الحسيني والذي هاض مـا به=قيلٍ يشادي كالتهامي طار
كلامٍ أحلى من شخاليل مله=شخاليل بطحاء وناقعٍ بأبيار
يا ملّ قلبٍ كلاه الهمّ تفّه=كما يطلب سيلات القرار قرار
أركب عفاش القيل واهدّي مصاعبه=قيل صخرته باللسان وصار
رفيتهن بالصدر وعَـيّن يرّفن=وطلع لهن من بين الضلوع ظهار
أصوغهن صوغ اللي يصوغ الذهب=مقيمٍ على مقاداتهن نهار
يشدن لضرب الهيم بمذكر الصفاء=وأنا لزينات اللحن قصّار

]

الى أن قال:-

ما قلتها في نقوة البيض عاشقه=لو إن ساقه صنعة الجمّار
أقولها بالعصاة المانع لابتي=عاداتهم علي العدو دمار

الى أن قال:-

ضعاينٍ خبطهن مومي الدين خبطه =وذبح مطلق وكسا الظعون غبار
تبكيه الرملان والضيف والعنى=والجار والمجلي يصيح جهار
يا كن ضنك البيت في وسط بيته=وردٍ تخالط به عجّ وغبار
وضعاينٍ سرن من السبعان سروه=وصبّح على ساقاتهن سمار
وضعاينٍ ياما حلا لهن من مساري=وغدن لهن عقب العصر نشار
دليلهن عودٍ فهيمٍ قطاوي=يوردهن مقود كنّهن غضار

وضعاينٍ أدلى بألأدنين خريّف=ولا لفنه مع الوديان ونار

الى أن قال:-

تعشّوه بعيدين المراكيض لابتي=عسا لهم يوم الحصاد بذار
وضعاينٍ يا ما داحمن وديحمن=وهن على من داحمنهن مرار
وضعاينٍ يا ما أيّـتمن من صغير=عليه العذارى فكّكن بوسار
وضعاينٍ صار لهن بخشم حجلان عركه=وحتى الرضيع من مناخهن ثار
وضعاينٍ طبّن الجزيرة وتوثنن=وهذا مقيم وهذا جار

نعم لقد كان الهقاز ممن أبدع بتلك الفتره بوصف تلك الاحداث وقد كان ممن ساهم بتنحيت الضد
ومنثم بعد ذلك المناخ أتى مناخ ضفره المشهور وهو ((مناخ مفتاح)) وقد كانت له بصمه في ذلك المناخ فقد أبدع بالتصوير لذلك الحدث ومنها قوله رحمه الله :-

يادار ابو سميط خلاتـس ياحيـف=فرز الوغى ذبـاح عجفـا سنامـي
اقفـى ولا خلـى بنجـد تحاسيـف=وابوه وجـده مخربيـن الطعامـي
يامزنة غرا نشـت لـه رفاريـف=تمطر على ظفرة مطرها انهشامـي
زبيديها روس المهـار المزاغيـف=وعشبه قرون مسيحيـن الايدامـي
ونهجت اسر جموعهـم بالتواقيـف=يامار وجـه جموعهـم بنخدامـي
ونحرت ربعي عايزين التواصيـف=يمـار بالزهـام والجمـع زامـي
اولاد على ذربت الحرب أهل كيف=حريبهـم مايهتـنـي بالمنـامـي
ياقل ميـر قشوشهـن والتطاريـف=ردوا لنصـل مصقـلات اللجامـي
وانشهد ان أقلوبهم صمـع ياخليـف=يردون حوض الموت ورد الضوامي
وضرب بعيدان البلنـزي وتنجيـف=ياما أدبروا عنا خـروق الجلامـي
نطعن ونطعن دون هاك الحناجيـف=سلمى ورمان واجـاء والعصامـي
وياما ذبحنا بين الاثمـار وهييـف=تسعـرت دونـه عمـارا" تسامـي

نعم أخواني الاعزاء هذه نبذه يسيره جداً عن الفارس المقدام والشاعر القوي دايس الهقاز وهو أحد فرسان وشعراء الدغيرات الذين نفخر بهم رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته وهذه النبذه لاتغنينا أن نستمر بتسليط الضوء على حياته البطوليه وعلى شعره القوي جداً من حيث عمق البيت ومن حيث تصويره للمعنى هذا والسلام عليكم ورحمته وبركاته..!!!

منقوول!

اخوكم الهيافا

القدير الهيافا

لاهنت على هالنقل الصريح والصحيح وهذا يعود لنا بالفائده لنطلع عليه جميعاً
رحم الله الفارس والشاعر الهقاز واسكنهُ فسيح جناته

تقدير لسمو شخصك الكريم ؛؛؛

قصة واقعيه وترفع الرأس ولله الحمد

تسلم يمناك يالنشمي الهيافا

الى أن قال:-
تعشّـوه بعيديـن المراكيـض لابتـي=عسـا لهـم يـوم الحصـاد بــذار
وضعاينٍ يـا مـا داحمـن وديحمـن=وهـن علـى مـن داحمنهـن مـرار
وضعاينٍ يا مـا أيّتمـن مـن صغيـر=عليـه العـذارى فكّـكـن بـوسـار
وضعاينٍ صار لهن بخشم حجلان عركه=وحتى الرضيـع مـن مناخهـن ثـار
وضعايـنٍ طبّـن الجزيـرة وتوثنـن=وهــذا مقـيـم وهـــذا جـــار


يامل الجنة البارده

رحمة الله عليك يالهقاز

تسلم اخوي الهيافا

موضوع رائع وتفصيل غني بالمعلومات الله لايهينك

وعندي تعقيب بسيط وهو ان وفاته كانت عام 1265هـ على الاغلب لكونه حضر خلاف طلال الرشيد
والحسين بسبب دخيلهم وقال قصيدته الشهيره (يالدوح واسلطان نجد محنا) وهذه الحادثه جرت بعد امارة طلال بعامين أي عام 1265هـ ولم يعش بعدها سوى اسبوع واحد حسب اجماع رواة الحسين اللي قابلتهم والله اعلم ...
تسلم لاهنت على نقلك الطيب

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الراوي ابن غسلان موضوع رائع وتفصيل غني بالمعلومات الله لايهينك وعندي تعقيب بسيط وهو ان وفاته كانت عام 1265ه على الاغلب لكونه حضر خلاف طلال الرشيد والحسين بسبب دخيلهم وقال قصيدته الشهيره (يالدوح واسلطان نجد محنا) وهذه الحادثه جرت بعد امارة طلال بعامين أي عام 1265ه ولم يعش بعدها سوى اسبوع واحد حسب اجماع رواة الحسين اللي قابلتهم والله اعلم ... تسلم لاهنت على نقلك الطيب

وهـــذا ماسمعته ايضا،،،،

أبو فهد يعطيك العافية على المداخلة المفيدة،،،


الهيافا نقل جدا رائع والهقاز علم من اعلام الدغيرات عامة،،،،

وبيض الله وجيهكم جميعا،،،

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مطر الاخ القدير الهيافا بيض الله وجهك على نقل هذى الموضوع المميز عن الماضي وعن فرسان شمر وشعارها وخاصه عن دايس الدندح الهقاز رحمه الله ومايبقى الى ذكر الطيب الله لايهينك يالغالي؛ تحياتي وتقديري لشخصك الكريم

هلا بالشاعر ماجد مطر
ووجهك ابيض مشكور على مرورك الطيب
ورحم الله هذا العلم
لك كل الشكر على حضورك
ولا عدمناك

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو احمد الدغيري سعادة الاخ الفاضل الهيافا بيض الله وجهك نقل موفق ورائع بارك الله فيك وفي قلمك تقديري لسمو شخصك الكريم

هلا بالراوي والباحث ابو احمد الدغيري
شرفت الموضوع ومرورك هو اناره للموضوع
شكراً لك اخي
ولا عدمناك

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشرف العام القدير الهيافا لاهنت على هالنقل الصريح والصحيح وهذا يعود لنا بالفائده لنطلع عليه جميعاً رحم الله الفارس والشاعر الهقاز واسكنهُ فسيح جناته تقدير لسمو شخصك الكريم ؛؛؛

الاستاذ صالح الغازي
شكراً لمرورك الطيب ورحم الله الشاعر دايس الهقاز
اشكرك على حضورك
ولا عدمناك

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نواش قصة واقعيه وترفع الرأس ولله الحمد تسلم يمناك يالنشمي الهيافا

هلا فيك نواش
تسلم يالعزوه وشكراً لمرورك الطيب
شرفت