10-09-2009 | #1 |
|
خطبة فضل العشر الأواخر من رمضان
الخطبة الأولى
ج / القويعي بحائل فضل الإحتهاد في العشر الأواخر 21/9/1430هـ ============================================ أمّا بعد: فاتَّقوا اللهَ ـ عبادَ الله ـ حَقَّ التّقوى، فتقوَى الله سَبيلُ الهدَى، والإعراضُ عنها طريقُ الشّقا. أيّها المسلمون، يتفضَّل ربُّنا على عبادِه بنفحَاتِ الخيراتِ ومواسِمِ الطاعات، فيغتنِم الصّالحون نفائِسَها، ويتدارَك الأوّابونَ أواخِرَها. لَيالٍ مبارَكة أوشَكَت على الرّحيلِ، ليالي شهرٍ كَريم، أبوابُ الجنانِ فيه مفتَّحة، وأبوابُ النّار فيه مُغلَقَة، والشّياطين فيه مصَفَّدَة، اللّيالي،وفي الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله )للعشر الأخيرة من رمضان خصائص ليست لغيرها من الأيام ..فمن خصائصها : ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها..ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها :أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها ) رواه مسلم. وفي المسند عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر) فهذه العشر كان يجتهد فيها صلى الله عليه وسلم أكثر مما يجتهد في غيرها من الليالي والأيام من انواع العبادة : من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها ..ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد مئزره يعني: يعتزل نساءه ويفرغ للصلاة والذكر ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحيي ليله بالقيام والقراءة والذكر بقلبه ولسانه وجوارحه لشرف هذه الليالي والتي فيها ليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر الله ماتقدم من ذنبه . وظاهر هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يحيي الليل كله في عبادة ربه من الذكر والقراءة والصلاة والاستعداد لذلك والسحور وغيرها. وبهذا يحصل الجمع بينه وبين مافي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ماأعلمه صلى الله عليه وسلم قام ليله حتى الصباح ) لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالقيام وغيره من أنواع العبادة والذي نفته إحياء الليل بالقيام فقط. ومما يدل على فضيلة العشر من الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة فإنها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله عز وجل فلا ينبغي للمسلم العاقل أن يفوّت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله فما هي إلا ليال معدودة ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون ساعدته في الدنيا والآخرة . __________________ وفي العَشرِ ليلةٌ هِيَ أمّ الليالي، كثيرةُ البرَكات، عزِيزَة السّاعات، القليلُ منَ العمَلِ فيها كَثير، والكثيرُ منه مضَاعَف، هي لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، خَلقٌ عَظيم ينزِل من السماءِ لشُهودِ تلك اللّيلة، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر:4]، لَيلةُ سلامٍ وبَرَكاتٍ على هذِهِ الأمّة، قال ابنُ كثير رحمه الله: "يكثُر نزولُ الملائِكَة في هذه الليلةِ لكَثرةِ برَكَتها"، والملائكةُ يَنزلون معَ تنزُّل البَرَكةِ والرّحمة كما ينزلون عندَ تلاوةِ القرآن ويحيطيون بحِلَقِ الذّكر ويضَعون أجنِحَتَهم لطالبِ العِلمِ بصدقٍ تعظيمًا له. وفي شَهرِ الصّيام نزَل كتابُ ربِّنَا العظيم، الثّوابُ على تلاوتِهِ جَزيل، من قرَأَه فله بكلِّ حرفٍ منهُ حسَنَة، وهو شافِع لصاحِبِه، يقال لقارِئِه يومَ القيامَة: اقرَأ وارقَ، فإنّ منزِلَتَك في الجنّةِ عند آخِرِ آيَةٍ كنتَ ترتِّلها. فاجعَل لتلاوةِ كتابِ الله على لسانِك في العشرِ الباقيةِ طراوة، ولصوتِك مِنه ندَاوة؛ لتظفرَ بشفيعَين في الآخرةِ: القرآنِ والصيام. والصّلاةُ قرّة عُيونِ الصّالحين ورَاحةُ أفئدةِ الخاشِعين، وأفضَلُ الصّلاةِ بعد الفريضةِ صلاةُ الليل، حثَّ النبيّ أصحَابَه على قيامِ اللّيل، يقول النبيّ لابن عمَر رضيَ الله عنه: ((نِعمَ الرّجلُ عبدُ الله لو كان يصلِّي من الليل)) متفق عليه، فما تَركَ القيامَ بعد ذلك رضي الله عنه، والعَبدُ مذمومٌ على تركِ قيام اللّيل، يقول عليه الصلاةُ والسلام لعبدِ الله بن عمرو بن العاص: ((يا عبدَ الله، لا تَكُن مثلَ فلانٍ كان يقومُ اللّيلَ فتركَ قيامَ اللّيل)) متفق عليه. قِيامُ الليل من أفضَلِ الأعمالِ ومن أسبابِ دخولِ الجنان، ((يا أيّها الناس، أفشُوا السّلامَ، وأطعِموا الطّعامَ، وصَلّوا بالليل والناسُ نِيام، تدخُلُوا الجنّةَ بسَلامٍ)) رواه الترمذيّ. وليالي رمضانَ مبشَّرٌ من قامَها بغُفرانِ الذّنوبِ، قال : ((من قامَ رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفِر لَه ما تقدَّم مِن ذَنبِه)) متّفق عليه. وفي كلِّ لَيلةٍ ساعةُ إجابَةِ، الأبوابُ فيها تفتَح، والكريم فيها يمنَح، فسَل فيها ما شئتَ فالمعطِي عظيم، وأيقِن بالإجابةِ فالرّبّ كريم، وبُثَّ إليهِ شَكواك فإنّه الرّحمنُ الرّحيم، وارفَع إليه لأواكَ فهوَ السّميع البصير، يقول عليه الصلاةُ والسلام: ((إنّ في اللّيلِ لساعةً لا يُوافقها رجلٌ مُسلم يسأل اللهَ خيرًا مِن أمرِ الدّنيا والآخرة إلاّ أعطاه إيّاه، وذلك كلَّ ليلة)) رواه مسلم. ونسَماتُ آخرِ الليلِ مظِنّة إِجابةِ الدّعوات، قيلَ للنبيِّ : أيّ الدعاءِ أسمَع؟ قال: ((جوفُ اللّيل الآخِر ودُبر الصّلواتِ المكتوباتِ)) رواه الترمذيّ. والعَبدُ مفتقِرٌ إلى محوِ أدرانِ خطاياه، والانكسارُ بين يدَيِ الله والافتقارُ إليه في هذه العشرِ المباركَات بالاعتكافِ في بيتٍ من بيوت الله أحرى بمَغفرَة دنَسِ الخطايا وأرجَى لِقَبول العبدِ عِند الله ورِضاه عنه، وقد كان نبيُّنا يعتَكِف العشرَ الأواخِرَ من رَمَضانَ حتى توفّاه الله. فارغَب إلى ربِّك بالاعتكافِ، وداوِم على ذكرِ الله فيه، وأكثِر من الدّعاءِ في ساعاتِ الإجابَةِ، فتلك لحظاتٌ تُغتَنَم، يقول القرطبيّ رحمَه الله: "فضيلةُ الزّمانِ إنما تكون بكثرةِ مَا يقَع فيه مِنَ الفضائلِ"، وإذا قرُب العبدُ من ربِّه لطَف اللهُ بِه، وساق إليه الإحسانَ من حيث لا يشعُر، وعصَمَه من الشّرّ من حيث لا يحتَسِب، ورفعَه إلى أعلى المراتِبِ بأسبابٍ لا تكون من العَبدِ على بالٍ.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هوالغني الحميد , إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز )) بارك الله لي ولكم 000 الخطبة الثانية : ـ الحمد لله رب العالمين 000000أما بعد أوصيكم ونفسي المقصرة 000 إن في شهر رمضان من الأحداث والنصر ممّا ينبغي ذكره والإشادة به وعدم نسيانه ألا وهو النصر المؤزر لجند الله وللمجاهدين في سبيله والمسلمون الذين تكاتفوا ضد أعداء الله ورسوله من المشركين واليهود المعتدين والنصارى الصليبين المحاربين , فهذه غزوة بدر ٍ الكبرى وغزوة فتح مكة ومعركة اليرموك وحطين وعين جالوت وغيرها من المعارك الإسلامية لايتسع المجال لذكرها فالشهر المبارك شهر جهاد وعمل وفوة وعز وتمكين ونصر للمسلمن وليس شهرإسراف في المأكل والمشرب وليس شهر نوم ومسابقات ومسلسلات , بل عزف الناس عن صلاة التراويح ورغبوا عن القيام والتهجد إلا من رحم ربك كأنهم في غنىً عن الرحمات والنفحات والعتق من النار ياسلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان يا سلعة الرحمن ليس ينالها ****** في الالف إلا واحد لا إثنان يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها ****** الإ أولو التقوى مع الايمان يا سلعة الرحمن سوقك كاسد ****** بين الأراذل سفلة الحيوان يا سلعة الرحمن هل من خاطب ****** فالمهر قبل الموت ذو إمكان يا سلعة الرحمن كيف تصبر الخطاب عنك وهم ذوو إيمان يا سلعة الرحمن لولا أنها ***** * حجبت بكل مكاره الإنسان ما كان عنها قط من متخلف *** *** وتعطلت دار الجزاء الثاني لكنها حجبت بكل كريهة ***** * ليصد عنها المبطل المتواني وتنالها الهمم التي تسمو إلى ***** * رب العلى بمشيئة الرحمن فاتعب ليوم المعاد الأدنى تجد **** ** راحاته يوم المعاد الثاني وأما آخر الشهر فُيعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار، واستوجب النار بالذنوب الكبار، فإذا كان يوم الفطر من رمضان أعتق الله فيه أهل الكبائر من الصائمين من النار، فيلتحق فيه المذنبون بالأبرار. ولما كانت المغفرة والعتق من النار كل منهما مرتباً على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره، فقال: وَلتُكمِلُوا العِدةَ وَلِتُكَبِرُوا اللّه عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَكُم تَشكُرُنَ [البقرة:185]. فشُكرُ من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به، وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته. يا من أعتقه مولاه من النار! إياك أن تعود بعد أن صرت حراً إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟ وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟ ! فينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر؛ ففي صحيح ابن خزيمه: ( فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان تُرضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والإستغفار. وأما اللتان لا غناء لكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار ). فهذه الخصال الأربع المذكورة في هذا الحديث كل منها سبب للعتق والمغفرة. فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محواً، ولا تبقي ذنباً، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار. وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره، وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، فاجتدوا رحمكم الله في بقية هذا الشهر الفضيل في تجديد التوبة والتشمير للعمل الصالح رجاء العتق من النار والتمسوا رضوان الله بطلب السنة واحذروا موجبات غضبه وأليم عقابة وخاصة الكذب بجميع أنواعه فما أهلك المسلمين إلا الكذب ومادمـّر إقتصادهم إلا الكذب ؛ لأن الصادق لايغش في تجارته والصادق لاينافق ولايظلم ولايحتال ولايخون الأمانة التي أؤتمن إياها لاسيـّما إذا إستودع مسؤليةً تتعلق بحقوق العباد وأموالهم من الحقوق الشرعية التي لهم, قال تعالى (( ياأيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وآنتم تعلمون , واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )) , هذا وصلوا وسلموا 00000 |
|
10-09-2009 | #3 |
الإدارة
|
لاهنت شيخنا القدير @ أبو ياسر
عظم الله أجر وجزاك الله الجنة على تقديمك لنا لهذه الخطب القيمة وذلك ليستفيد منها الجميع بارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين أمين يارب العالمين خالص التحايا لشخصك النبيل |
|
10-09-2009 | #5 |
|
اخوي ابو ياسر تسلم الله لا يحرمك الفردوس الاعلى الله لا يجعلنا من الخاسرين بارك الله فيك تحية احترام لحضورك ولمواضيعك تقديري |
|
11-09-2009 | #7 |
|
تسلمون يالغالين على المرور والردود الحلوة وعسى الله يعتق رفابكم ورقابنا ورقاب والدينا أجمعين من النار , وأن يجعلنا جميعا ً ممـّن طال عمره وحسن عمله 0
|
|
14-09-2009 | #8 |
|
اللهم اجعلنا من عتقائه من النار في هذهي الايام المباركه
وان يحسن خواتمنا وان يثبتنا في القول الثابت بارك الله بك اخي ابو ياسر ونفع بك واجزل لك الثواب |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأواخر, العشر, خطبة, رمضان, فضل |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إن جميع ماينشر في المنتدى من أشعار ومشاركات ماهي إلا نتاج أفكار تمثل رؤية كاتبها فقط ولا تمثل رأي المنتدى
(رأيت الحر يجتنب المخازي.. ويحميه عن الغدر الوفاء.. فلا والله مافي العيش خيرٌ.. ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ)
المشرف العام