سطام الشمري
06-10-2007, 01:57
بسم الله الرحمن الرحيم ..
.
.
.
http://www.gbland.info/up5/094483d6dd.jpg
وأمطرت ذات صيف ..
طريق طويل .. أضواء خافته
تُبدد عِتمة الليل ..
[ سَماء مُلبده ]
.
.
.
قطرات مطر تُبلل أغصان
الشجر ..
قلب وحيد يجتاز الطريق ..
عقل شريد ...
وعينان تبحث بين الجموع
عن وجه بلا ملامح
إنعطف به الطريق أمام
مطعم صغير ..
يتسم بالدفء ..
تنتشر في أرجائه رائحة ..
الحُب ..
شق طريقه بين الطاولات
الُمزدحمه
وإتجه إلى طاوله قرب
النافذه طالما إعتاد
الجُلوس عليها
إتخذ مقعده ..
أشعل شموعها وإشتعلت الذكريات
مر بأصابعه على غطاء
الطاوله الأبيض المُزخرف
بقلوب حمراء ..
وعلى الشمعدان الفضي
إنتشل الورده الجوريه
من مزهريتها الزجاجيه
وإستنشق عبيرها وبقايا
عطرها المختزل في ذاكرته
علت بسمه ذابله على شفتيه البائسه ..
عندما وقع نظره على بقعه
باهتة اللون تتوسط الغطاء
تذكـرها نعم تذكـرها ..
عندما أوقع بعض قطرات من عصيرها المُفضل ذات مساء
رغب بشده أن تكون أمامه مُجدداً
تسللت دمعه مُتمرده مالبثت
أن تلاشت على وجنتيه
المشتعلتين بوهج الذكرى ..
تنهُد ونظر
إلى العاملين بنظرة إمتنان
فالكل هنا يحفظ تقاسيم
وجهها عن ظهر قلب
نظرتها الحزينه .. شحوبها الدائم
يتقون ضحكتها المنسيه في زمن الإنتظار
خمس سنوات وهي زبونه
دائمه لهذا المكان
تقاسم معه أجمل اللحظات
وترتوى من دمعها في أحلى الأوقات ..
ذلك التعايش
جعلها تتحلى بالشجاعه
بأن تطلب من صاحب المطعم
بعد أن قرر تغير ديكوراته
بأن يحتفظ بتلك الطاوله
ومحتوياتها لها وله
فكان لها ما أرادت ..
في مثل هذا اليوم
منذ خمس سنوات
كان هذا المكان كأوراق
التوت سترت قلبين عاشقين
عن عيون مُلتهبه والسنه كالسياط
شهد كل همسه ولمسه ..
ورددت أرجائه
إعترافات العشق والغرام
دون إمضاءة على معاهدة
الحُب الأبدي ..
زفر اَهات حزينه
إزداد بها الجو إختنــاقاً ..
تسلل إلى جدران ذكرياته بخفة
يفتش عن لحظاته الحالمه
يسترجع نبرة صوتها
وإبتسامتها الساحره
يستحضر وجودها
سرت قشعريره بجسده
فهاهي الذكريات تتزاحم
والأحداث المؤلمه تطفو على السطح ..
يهز رأسه
محاولاً طرد تلك الذكرى الدخيله
لكن عبثآ يُحاول هاهي أمامه
ويدها بين كفيه ونظرات
الحزن في عينيها
وصوتها المتقطع الأنفاس يهمس له :
بأنها مضطره للرحيل وأنها
ستفعل المستحيل حتى
تستحق قلبه بجداره
لم تثنيها توسلاته
ولا إرتعاش جسده
من حُمى الألم
ودعها بعد أن أخذ العهد
عليها بأن تحفظ قلبه
وتصونه ودعها وهو يؤكد بأنه :
(( ســ يبقى ينتظرها ))
.
.
.
[ زمن ]
.
.
.
تــركتـــه
جسدآ يهزه الألم
وقلب يلفظ أنفاسه الأخيره
وعقل أنهكـته الذكرى
أفاق شروده على
صوت النادل بعد أن
فرغ من ترتيب الطاوله
تأمل الكرسي المقابل له
وعصير الفرواله الذي أمامه
عصيرها المفضل ..
ليتها تأتي ثلاث سنوات وهو يطلب لها
هذا العصير وينتظر قدومها
ينتظر وينتظر إلى أن يُوشك
أن يُغلق المطعم
فلا وجود لها .. إنقطعت أخبارها
ولم يبق غير هذه الطاوله
يتوسم فيها الخير ..
أغمض عينه ..
تمنى بقوه تواجدها أمامه
أن يسمع صوتها مجددآ
وماهي إلا لحظات
وكأن القدر قد رق لحاله
سـمع صوتآ ..
أيُعقل ؟؟!!
أيقن أنه صوت الذِكررررى ..
الصوت يزداد عُمقاً ووضوحاً ..
إنها نفس الكلمه الُمحببه له ..
إنها تُحدثه ..
لا لا إنه مُخطئ ..
الصوت بعيد عنه بعض الشيء
إنه ليس موجهآ له
إنه يحلم .. ليست هي
قاوم بشده أن يفتح عينيه ..
وأن يتجه لمصدر الصوت
خشي أنه حلم فيصحو منه
طـال مُكوثه وأخيرآ قرر أن يُجازف
وأن حـلـمـه تلاشي لحظة الأمل ..
فتح عينه ببطء يالسعادته ...
الصوت مازال يشدو
أدار رأسه بإتجاه الصوت
ذُهل عقدت الدهشه لسانه
كانت هي ,, كانت هي
لكنها ليست على طاولته ..
بل على طاولة غيره
إتجه نـــحوهما ..
وقف أمامها
رفع بصره نحوها
دُهش !!
سمع تساؤل ..
بماذا نخدمك سيدي ؟
أعجزته حروف الأبجديه
وقته وطال صمته
وزدادت شهقاته
فقال لهما بصوت ينضخ ألماً :
..(( أبحث عن ميداليه أسقطتها منذ زمن
ظننتها ألماس فلما وجدتها بين أصابع
غيري يُداعبها أيقنت أنها نُحاس ))..
وعاد أدراجه ..
وأختفى بين الجُموع يبحث
عن ملامح الوفاء ..
(( في وجه لاَ يعرف الغدر ))
.
.
.
أعـذب تـحـيـه
(( سطام الشمّري ))
.
.
.
http://www.gbland.info/up5/094483d6dd.jpg
وأمطرت ذات صيف ..
طريق طويل .. أضواء خافته
تُبدد عِتمة الليل ..
[ سَماء مُلبده ]
.
.
.
قطرات مطر تُبلل أغصان
الشجر ..
قلب وحيد يجتاز الطريق ..
عقل شريد ...
وعينان تبحث بين الجموع
عن وجه بلا ملامح
إنعطف به الطريق أمام
مطعم صغير ..
يتسم بالدفء ..
تنتشر في أرجائه رائحة ..
الحُب ..
شق طريقه بين الطاولات
الُمزدحمه
وإتجه إلى طاوله قرب
النافذه طالما إعتاد
الجُلوس عليها
إتخذ مقعده ..
أشعل شموعها وإشتعلت الذكريات
مر بأصابعه على غطاء
الطاوله الأبيض المُزخرف
بقلوب حمراء ..
وعلى الشمعدان الفضي
إنتشل الورده الجوريه
من مزهريتها الزجاجيه
وإستنشق عبيرها وبقايا
عطرها المختزل في ذاكرته
علت بسمه ذابله على شفتيه البائسه ..
عندما وقع نظره على بقعه
باهتة اللون تتوسط الغطاء
تذكـرها نعم تذكـرها ..
عندما أوقع بعض قطرات من عصيرها المُفضل ذات مساء
رغب بشده أن تكون أمامه مُجدداً
تسللت دمعه مُتمرده مالبثت
أن تلاشت على وجنتيه
المشتعلتين بوهج الذكرى ..
تنهُد ونظر
إلى العاملين بنظرة إمتنان
فالكل هنا يحفظ تقاسيم
وجهها عن ظهر قلب
نظرتها الحزينه .. شحوبها الدائم
يتقون ضحكتها المنسيه في زمن الإنتظار
خمس سنوات وهي زبونه
دائمه لهذا المكان
تقاسم معه أجمل اللحظات
وترتوى من دمعها في أحلى الأوقات ..
ذلك التعايش
جعلها تتحلى بالشجاعه
بأن تطلب من صاحب المطعم
بعد أن قرر تغير ديكوراته
بأن يحتفظ بتلك الطاوله
ومحتوياتها لها وله
فكان لها ما أرادت ..
في مثل هذا اليوم
منذ خمس سنوات
كان هذا المكان كأوراق
التوت سترت قلبين عاشقين
عن عيون مُلتهبه والسنه كالسياط
شهد كل همسه ولمسه ..
ورددت أرجائه
إعترافات العشق والغرام
دون إمضاءة على معاهدة
الحُب الأبدي ..
زفر اَهات حزينه
إزداد بها الجو إختنــاقاً ..
تسلل إلى جدران ذكرياته بخفة
يفتش عن لحظاته الحالمه
يسترجع نبرة صوتها
وإبتسامتها الساحره
يستحضر وجودها
سرت قشعريره بجسده
فهاهي الذكريات تتزاحم
والأحداث المؤلمه تطفو على السطح ..
يهز رأسه
محاولاً طرد تلك الذكرى الدخيله
لكن عبثآ يُحاول هاهي أمامه
ويدها بين كفيه ونظرات
الحزن في عينيها
وصوتها المتقطع الأنفاس يهمس له :
بأنها مضطره للرحيل وأنها
ستفعل المستحيل حتى
تستحق قلبه بجداره
لم تثنيها توسلاته
ولا إرتعاش جسده
من حُمى الألم
ودعها بعد أن أخذ العهد
عليها بأن تحفظ قلبه
وتصونه ودعها وهو يؤكد بأنه :
(( ســ يبقى ينتظرها ))
.
.
.
[ زمن ]
.
.
.
تــركتـــه
جسدآ يهزه الألم
وقلب يلفظ أنفاسه الأخيره
وعقل أنهكـته الذكرى
أفاق شروده على
صوت النادل بعد أن
فرغ من ترتيب الطاوله
تأمل الكرسي المقابل له
وعصير الفرواله الذي أمامه
عصيرها المفضل ..
ليتها تأتي ثلاث سنوات وهو يطلب لها
هذا العصير وينتظر قدومها
ينتظر وينتظر إلى أن يُوشك
أن يُغلق المطعم
فلا وجود لها .. إنقطعت أخبارها
ولم يبق غير هذه الطاوله
يتوسم فيها الخير ..
أغمض عينه ..
تمنى بقوه تواجدها أمامه
أن يسمع صوتها مجددآ
وماهي إلا لحظات
وكأن القدر قد رق لحاله
سـمع صوتآ ..
أيُعقل ؟؟!!
أيقن أنه صوت الذِكررررى ..
الصوت يزداد عُمقاً ووضوحاً ..
إنها نفس الكلمه الُمحببه له ..
إنها تُحدثه ..
لا لا إنه مُخطئ ..
الصوت بعيد عنه بعض الشيء
إنه ليس موجهآ له
إنه يحلم .. ليست هي
قاوم بشده أن يفتح عينيه ..
وأن يتجه لمصدر الصوت
خشي أنه حلم فيصحو منه
طـال مُكوثه وأخيرآ قرر أن يُجازف
وأن حـلـمـه تلاشي لحظة الأمل ..
فتح عينه ببطء يالسعادته ...
الصوت مازال يشدو
أدار رأسه بإتجاه الصوت
ذُهل عقدت الدهشه لسانه
كانت هي ,, كانت هي
لكنها ليست على طاولته ..
بل على طاولة غيره
إتجه نـــحوهما ..
وقف أمامها
رفع بصره نحوها
دُهش !!
سمع تساؤل ..
بماذا نخدمك سيدي ؟
أعجزته حروف الأبجديه
وقته وطال صمته
وزدادت شهقاته
فقال لهما بصوت ينضخ ألماً :
..(( أبحث عن ميداليه أسقطتها منذ زمن
ظننتها ألماس فلما وجدتها بين أصابع
غيري يُداعبها أيقنت أنها نُحاس ))..
وعاد أدراجه ..
وأختفى بين الجُموع يبحث
عن ملامح الوفاء ..
(( في وجه لاَ يعرف الغدر ))
.
.
.
أعـذب تـحـيـه
(( سطام الشمّري ))