مليح بن عواد العثمان الشميلي ( سنة الجوع )

بسم الله الرحمن الرحيم


من قصص الكرم وحسن الجوار والبذل في المواقف الصعبه رواها لي أحد الأصدقاء وهي من القصص التي يفتخر بها الشمري وتبين البذل والعطاء في أبهى صوره

مليح بن عواد بن راشد العثمان الشميلي

من آل عثمان من الطليحه من الشميله من اليحيا من عبدة من شمر
عاش مابين1277-1356 هــ تقريباً


في تلك الفتره أصاب الناس قحط وجوع ولايستطيع العيش في ذلك الوقت الى من كان له أبل او حلال يترزق منه ويعيشون الناس على التمر وحليب الأبل
وخاصة (حليب الأبل ) يعتبر مهم في ذلك الوقت ويعيش عليه أغلب بادية شبه الجزيرة العربية..

((( سنة الجوع )))
نشر في احد الصحف لقاء مع شايب تكلم عن سنة سنة الجوع والتي يرجح انها 1327 هــ

‏‎وقال المُسن ويُدعى العم أبو محسن، إنه عانى الجوع وهو صغير، مشيراً إلى أن الجوع استمر عندهم في المنطقة من عام 1302هـ حتى عام 1356هـ

‏‎ وأضاف أن سنوات الجوع هذه تسببت في موت البعض، وكان الناس يموتون في الطرقات والشوارع من الجوع، حتى إن البعض تخلوا عن أبنائهم بسبب الجوع، حسب قوله
ذكر انه ( 120 امرأة ) تجمعن عند باب الجامع وطلبن من إمام المسجد أن يسأل المصلين إن كانوا بحاجه لخدمات أو زوجات مقابل العيش فقط.. (حدث هذا في بريدة وهي تعتبر سوق نجد ومهد العقيلات !!)


وحيث أن الناس لايملكون مايسد رمق العيش بالتاكيد
لا يجمعْ الناس في ذلك الوقت الا رجل كريم ذو مروه وشهامه وسخاء وكرم ..


يقول :
قعيميل بن حمدان الشبيب الشميلي وهو حي يرزق أطال الله في عمره:
مليح
( عيّش الشميله يوم هي جوع ) ..

و يذكر لي سويلم بن خلف العثمان
أنّه كان في جوار مليح أكثر من 20 بيتاً يعْتاشون على إبله وصيد طيره في ذلك الوقت وكان يملك عدداً من الأبل المغاتير يسمونها (المليحيات ) وعددها ( 400 ) متن مغاتير وصفر وكان جماعته ومن حوله لايملكون شيء والفقر والجوع منتشر في أنحاء نجد وأيام صعبه عاشها الناس في تلك الفتره فكان يخرج مليح في الصباح مع عبيده (ضحوي وضويحي ) الى إبله


فتحلب البل في الصبح ويوضع الحليب في قدور الطبخ وعددها ثلاثه ويذكرون شيبان الشميله أنها كانت كبيره بحيث أن الواحد يشيله إثنين مع الصملان التي تسمى (شكوه ) كلها تملأ من اللبن ، تكون القدور امام بيت مليح كل صبح فيأتي من في جواره من عشيرة الشميلة وغيرهم يسيرون عليه الصبح فيشربون حليب الأبل والقهوه -هذا في الصباح -وكان في ذلك الوقت يعتبر غذاء لقلّت الزاد و يقسم احد الشيبان المعاصرين انه مايجي المغرب وفيها قطرة لبن ..!
لشدة الجوع في ذلك الوقت



يذكر خلف بن مليح في أحد الأيام : يوم إنّه حلب إحدى الأبل فطلع مع حليب الناقه دم ،فقلت: لوالدي مليح رحمه الله هذي مابها لبن - يعني مانحلبها - قفال لي رحمه الله يولدي والعرب اللي حولنا جوعى !! وش نسوي بهم لا بالله يولدي كل يوم احلبه ..




كان يطلع مليح رحمه الله كل يوم قبل العصر ومعه حامد بن عسكر العثمان الى الصيد وكان يملك طيرة حر يسميها ( شلوى ) يقول أحد كبار السن أنها كانت تصيد صغير الغزال فيصد مليح بها من الصيد
-في ذلك الوقت الصيد وافر - ويأتي به الى البيوت فيُصلخ ويطبخ في القدور وعددها (قدرين) قدر لرجال وقدر للحريم ، فيجتمع الرجال والنساء في بيت مليح ،كل ليلة،ويتعشون من صيد ( شلوى )
وفي الصبح كما اسلفنا يشربون لبن المغاتير


تقول احدى النساء التي كانت معاصره لهذا الحدث انهم كانوا يأكلون حتى يدعون باقي الصيد في الصحون فنجمعه ويفطرون عليه في اليوم التالي..

إضافه لما ذكر أنه كان يعطي و يُمنح ربعه وجماعته القريب والبعيد ( والمنيحه ) ناقه او ناقتين يعيش عليه البيت الواحد يحلبها في الصبح والمساء

أهدى مليح امير حائل ذلك الوقت سعود ابوخشم ابن رشيد فرس كحيلة تسمى سدحه فأعطاه ابن رشيد ضعف ثمنها رداً على الهدية وكتب له مكتوب انه مايدفع الإتاوه بل يأخذ من المزكي كل سنه

توفي مليح رحمه الله تقريباً 1356 هــ بعد حفر بئر المصندق بثلاث ليال ودفن بجانبه رحمه الله

رؤي في المنام بعد ما توفي أنه على صخره وتحته نهر من اللبن ، رحمه الله وجعل ذلك في ميزان حسناته

اخوكم ابومحمد الشمريي

والله ونعم من هل البلها الشميله الملاله ورحم الله مليح العثمان وهالسالفه كنا نسمعه من شيبانا رحم الله الميت منهم واطال بعمر الحي ولاكن لم تاخذ حقها صراحه مليح فارس وكريم وسوالفه الطيبه واجد والشميله سوالفهم ومواقفهم دايم ترفع الراس تحياتي لك يابو محمد على نشر مثل هالمواضيع ��

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الوليد الشمري والله ونعم من هل البلها الشميله الملاله ورحم الله مليح العثمان وهالسالفه كنا نسمعه من شيبانا رحم الله الميت منهم واطال بعمر الحي ولاكن لم تاخذ حقها صراحه مليح فارس وكريم وسوالفه الطيبه واجد والشميله سوالفهم ومواقفهم دايم ترفع الراس تحياتي لك يابو محمد على نشر مثل هالمواضيع ��

ابو الوليد شكراً لك على هذا الاطراء ولا عليك زود وهذه القصه ارسلها لي احد الاصدقاء وهي فعلن تستحق النشر والثناء وكل شمر ترفع الراس وتنومس حنا فقط نسلط الضوء على بعض المواقف الطيبه لهذه القبيله التي تعج بالمكارم والفخر..

صح نقلك ابو محمد الشمريي
و من قصص الشجاعة والفروسية التي تروى دائماً في المجالس لمليح رحمه الله مع العقيد (قنديل الزيّادي ) وربعه حصلت هذا الوقعه بحدود 1328-1329هــ تقريباً في سنين القحط والجوع والمرجح انها قريبه من الحدود العراقية السعودية

حيث انه كان الزيّادي غزاي على نداء بن نهير (والزيّاد من الروله من عنزه ) ومساكن هذا القبيله في بادية السماوه وهناك يكثر القومان -الاعداء- من مختلف القبايل ..
كان مليح والعرب اللي معه يقطنون في مكان لايبعد كثيراً من نداء وجماعته آكـان الزيّادي على نداء وربعه وتضاربوا بالبواريد وكان ربع الزيّادي عددهم حول 30 راكب كلهم يحملون بواريد جديدة وستمر القتال وكان نداء وجماعته يضربون ولا يصيبون من القوم شيء فقال نداء والله اليوم هذا مهو يومنا مير عسانا نفك حلالنا وهْلنا ( وكان نداء من امهر البواردية في زمانه) ..
فستبسل نداء وربعه ولم يكسب الزيّاد منهم شيء ..
كان مليح والعرب اللي معه ينزلون في مكان ليس ببعيد عن نداء بن نهير ..

في اثناء اشتباك نداء والزيّادي سمعوا -عرب مليح-صوت الرمي من قبل نداء وربعه قريباً منهم وما كان في البيوت الا خلف بن مليح -وهو صغير بالسن -فقالت له احدى النساء اركب هذا المهر وعلم ابوك ان عرب نداء كين عليهم بمعنى -جاهم غزوا - وركب خلف مسرعاً ليخبرهم انّ قوم نداء بن نهير آكانوا عليهم جماعة الزيّادي
مليح ومعه ابنه مخلف وحامد بن عسكر العثمان مع الابل بعيداً عن البيوت ..

لم يستطع الزيّاد الكسب من نداء وربعه
وكان من ضمن البيوت التي تجاور مليح بيت رجل من الجندة ومعه غنم -نجديه - ورحول وقد نزل مليح بهم منزل لايذ عن القوم حتى ماتنْكشف البيوت الا ان إرادة الله ان تظهر الغنم النجدية والرحول في وجه الزيّاد بعد رجوعهم من عرب نداء فعرفوا مكان البيوت واغاروا على عرب مليح ..

في هذا الاثناء وصل خلف وقال نداء وربعه عليهم كون
قال مليح وين انا وياهم وانا ابوك -يقصد ربع نداء- مير خوذوا البل وبعدوها من هنا وانا بفزع غدينا نفك البيوت فكان مع الإبل حامد العسكر ومخلف ابن مليح يسوقونها عن وجه الزيّادي ..
مليح ومعه رجل من الاسلم قال له مليح ابيك تسمر لي - من بعيد- يعني تصير قفاي حتى القوم يشوفون ان وراي فزع قال فرسي قطت قال بس خلك وراي تسمر لي المهم فزع مليح للبيوت ووجد قوم الزيّادي يسلبون العرب ويحملون الغنايم من البيوت
اقبل مليح ولم يكن معه الا سيفه وتحته فرسه -سدحه -و الأسلمي يسمر له وقد بدءت الشمس بالمغيب
فلما قرّب منهم وطلع عليهم من مكان مرتفع صاح عليهم صيحة -جوكم القوم - فلم ينتبهو له جيداً ظنوا ان القوم ردوا عليهم وكان عددهم ثلاثين خيال فرموا اللي بيديهم من الكسب وفروا ومليح يطرد بهم حتى ابتعد بهم عن العرب وكانت فرس مليح -سدحه - ساسها كحيلة كما يذكرون -كبار السن -انها تسابق الريح ومن اطيب الخيول في زمنها
فلما انفرد عنهم عقيدهم -الزيّادي- اثناء الطراد هذب وراه مليح فلحق به فضربه بالسيف على عقاله وقطع اذنه -يبي يجدعه عن الفرس- ولم يرد قتله فلما سقط على الارض قال مليح وين هوشك يامعدوم !!فلما ردها عليه اخرى شاف انه لحاله ولا يوجد وراه فزع اخرج عقيد الزيّاد البارود واطلق طلقه في الهواء فلما سمعوا ربعه صوت الرمي نزولوا عن خيولهم وقاموا يرمون بلا رحمه الا ان الله نجى مليح منهم واستطاع مليح رحمه الله ان يفك العرب من القوم ..
فلما ظهرت الحكومات ومنعوا الغزوا وتم الصلح بين القبائل قريباً من عهد الإمام تجاوروا في احد السنين ونزلوا الشميلة قريب من الزيّادي
وقيل لعقيدهم هذا -مليحان- كما يسمونه ربع ( الزيّادي)هو اللي طاردنا يوم الكون فقال العقيد ابي والله اشوف هالخيال اللي قفانا وحنا ثلاثين خيال كلنا معنا بواريد -الدقس -الجديده فسألوا عن بيت مليح وسيروا على خلف بن مليح وكان مليح حينها كبير بالسن وقد اصابه الخرف وخصوصاً عقب مقتل ابناءه مخلف وخليفة على يد-اخوان من طاع الله - فسأل الزيّادي بعد القهوه وين مليحان -مليح- ؟؟ فقال ابنه خلف هذا الشايب فلما رأه بهذا الحال بكى و قال هذا قفانا ثلاثين خيال يوم الكون مابنا اللي مامعه بارود دقسه صار به هلون !! شوفوا ياربع هذي أذنيْ قطعه مليح والله ان اللي يجري على هذا الشايب يجري علينا كلنا يقصد من تبدل الحال والكبر والضعف بعد القوه رحمة الله عليهم جمعياً

وتقبل تحياتي

صح نقلك اخوي الشميلـي
هذه القصه تستحق صفحه لوحدها اذا سمحت لي بحطها في عنوان مستقل
تحياتي وتقديري لك ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومحمد الشمريي صح نقلك اخوي الشميلـي هذه القصه تستحق صفحه لوحدها اذا سمحت لي بحطها في عنوان مستقل تحياتي وتقديري لك ..

صح بدنك ابومحمد الشمريي
وانت صاحب المبادره وتستحق كل الشكر والتقدير على جهودك لابراز هذا الشخصية
وانا وياك واحد وماعندك الا حلالك ..
خالص الود والتقدير 🌹

رحمه الله مليح وفعلاً وقف ماقف بطل دون ربعه في سنة الجوع
يقول احد شعراء الشميلة بمغاتير مليح هجينية :

ياشبهتس وضحا ابن مليحي
قدام منوخ يصيحي
الاول يجي طفيحي
والتالي تقل محديّه

الف شكر لك ابومحمد

ملاحظة فرس مليح "سدحه "
(صقلاوية) الاصل
حسب ما اعرف وليست كحيلة