بيضاء نثيل (معركة التنهات ) !!

بالبدايه يجب ان نعلم بان بيضاء نثيل هي ليست من املاك شمر ولا حتى من املاك التومان فهي مارد ماء للبدو فمن جاءها وقف عندها للسقيا والاستراحه !

وسالفتها تبداء عندما نزل مسلط التمياط وربعه التومان بجوار حسن المرتعد شيخ اليمنه من عنزه على بيضاء نثيل , طبعاً التمياط كان عائداً للتو من العراق بعدما نزح اليها كعادة التمياط وربعه التومان فهم لايستقرون في مكان معين فمره في العراق ومره في سوريا ومره بنجد بحسب مايكون الربيع !!


فأرسل للمرتعد يطلب العهد والسقيا (بحكم انه نازلاً قبله على بيضاء نثيل ) فوافق المرتعد على ذلك والعواجية على علم بان اغلب شمر اخلت الديار بالنزوح الى الجزيرة وعلى رأسهم الجربا الذي يعتبر حاكم للبادية وتخضع لسيطرته البادية من العلا الى حدود القصيم وكانت اغلب القبائل في هذه المنطقة مصحبة له وتدفع له الخاوة خصوصا قبائل عنزة حيث قال الشاعر دندن الفهيم من عبيد قفار :

من ورا تيما الى حد القصيم = كلها بالسيف اخوجوزاءحماه
هو حماه من الحزيم الى العليم= للسليمي والجبل واللي وراه

وقال القريعا من اليمنة من شعراء عنزة :

ياعل خيبر هي وهلها للمحال = عنها المطر ياخذ ثمانين عامي
يسوقهم وقت الزعل بس رجال = ومن كثرهم مثل الجراد التهامي
الشمري نــوخ لـهم تقل نزال =خذا الجمل ومرودمات السنامي
ويوم جرى بغنيم مايطرب البال =واللي يعرف الزود عاف الطعامي


ومن ضمن النازحين هم من كانوا مجاورين (محادين) للعواجية وهي جميع افخاذ سنجاره وخصوصاً الثابت كما نزح ابن وتيد شيخ اولاد زامل (الفداغة والسويد) حيث نزحت معه جموعهم ولم يبقى الا القليل منهم!!


فلذلك طمع العواجي فارسل مرساله لحسن المرتعد بان يلغي عهده مع التمياط ويبلغه الرحيل لكي لا يضايقهم على الماء والكلا فأبلغ التمياط بذلك ولكن البطل مسلط التمياط رفض الرحيل فأرسل له سعدون قائلاً :

ياراكب اللي مالهجها الجنينا =ماهي وحدها ثامنه له ثمانا
شهب الغـوارب مغترات اليدينا= من ساس عيرات وابوهن عمانا
قولوا لمسلط تــرثة الغانمينا = قل ارحلو عن جوكم صار مانا
وقولــوا تــرونا يمهـم مقبلينا = ويقصر عن الطولات كانه بغانا


تم الحذف من قبل المشرف العام


بل يقصد جوهم اللي هم يردون عليه لانها اصلاً مع ماجاورها من موارد كانت للروله والشاهد ابيار الكواكبة وهم فخذ من الرولة ولكنهم اخلوها واصبحت على مايسمي البادية ( ظهر هامل ) أي مارد لكل من ينزلها والدليل ان حسن المرتعد نازل عليها من قبل مسلط التمياط..!!


الشاهد الثاني على انها ليست من املاك التومان وشمر :


ان ضيدان التمياط غزا فهيد الشعلان وقتل اخيه طارب بالعماير وهي بجانب بيضا نثيل


واما الشاهد الثالث فهو :


ان بير العويد وهو من ديار السويد من شمر كان سابقا للرولة وجميع مناطق غرب جبل حبران تعتبر لعنزة سابقا والان فيها حوالي خمس قرى للسويد في ديار عنزة الى حدود المسمى وهي موغلة في ديار عنزة ومتعدية لحدود ريع المغني بحدود مائة كم !!


الشاهد الرابع وهو القاصم الظهر لكل كذاب :


ان ريع المعني يعتبر هو الفاصل بين حدود شمر وعنزة منذ الازل وسمي بذلك لأن اياً من ابناء القبيلتين لايستطيع ان يغني الا اذا دخل حدود قبيلته لشعوره بالامان..!!


علما بأن حدود شمر الآن الى المسمى وهو متعدي لهذا الحد الفاصل بكثير من الجهة الشمالية في عمق ديار عنزة وهذه الديار يقطنها فخذ السويد من شمر بل واصبح العويد من املاكهم بعد ماكان من جيان عنزة سابقا ( الرولة )...!!

فرد التبيناوي على سعدون قائلاً :

ياراكب من فوق شقراء اليدينا =تمشي وحدها ماتريد الثمانا
عند المواجب مثل روج السفينا = تقطع سهال مساهمات المتانا
تلفي لسعدون حلي الجبينا =هرجك مسرة خاطري يوم جانا
كان انت تبي حربنا ومشتهينا =اللحق وحنا نطعمك من قرانا
ملح من المثلوث كانه يبينا= ويقصر عن الطولات كانه بغانا


في هذه الاثناء ارسل سعدون للمرتعد فأشار عليهم بالنزول على البير فالبتاكيد ان مسلط سوف يرحل منها بدون حرب لقلة رجاله فالتومان كانوا فخذ صغير من الثابت يعادل فخذ اليمنة واليمنة فخذ من عدة افخاذ من الجعافرة والجعافرة فخذ من عدة افخاذ من ولد سليمان . فأخذوا برأيه ونزلوا !!

نزح عنهم مسلط الى النفود شمال بيضاء نثيل جنوب زبار وريك وارسل الى مابقي من شمر يفزعهم . فزعت شمر خيل وجيش وتركوا البيوت . علموا العواجية بالفزع ارسلوا سبور (اي مرسال للتأكد ) يتأكدون من صحة الخبر فاذا بالخيل تعرض عند بيت مسلط رجع فابلغهم قال عقاب العواجي مارايك يالمرتعد قال ارى ان نرحل بالحلال وتصك به الخيل وتقصر دونه لحمايته...!!!

ففعلاً هربوا و هجو الحلال باتجاه رجوعا باتجاه روضة التنهات لحقوهم شمر ودارة المعارك خلف الحلال ومن بعدها تركوا الاغنام وصكوا على البل وطاردوهم ومن ثم دارة معركة عند البل قيل انه قتل في تلك المعارك ثلاث فرسان من عنزة وصار فيه اصابات كثيرة مما اجبرهم ان يتخلوا عن البل ...!!!

وفي هذه الاثناء وفي ضل انهزام عنزه وهروبها بتجاه روضة التنهات وكثرت الغنائم طمعت الرجال وقالوا منذ يومين ونحن نطاردهم واعتقدوا انهم انهزموا ولن يعودوا فتقاطعوا الغنائم ورجعوا بها مابين ابل واغنام !!!


رجع اغلب شمر بالغنائم ووصل ولد سليمان لروضة التنهات مهزومين ولم يبقى خلفهم الا مسلط ومعه اربعين خيال من شمر فردوا عليهم بعد مارموا الالباس بروضة التنهات وبدأت المعركة فضامتهم الكثرة وانهزموا فطاردوهم حتى وصلوا بيضاء نثيل رجوعا وقيل الذين قتلوا من شمر في تلك الردة احد عشر رجل من ضمنهم جريس بناخي مسلط !!!

وانقلب النصر الى هزيمة بسبب تعنت مسلط (وهو لايلام ) ومواصلته المطارده وعودة اغلب المحاربين من شمر وطمعهم بالغنائم عندما انهزم العنوز !!


فقال في ذلك عايد الومد


انشدك بالله يامبيريك وش صار =اياتنا مودع رفيقه دمارا
أي الذي كسبه قراقير وجفار =ايه واللي كسبه عيال سكارى

ورد عليه مبيريك التبيناوي

عسا عجوزاً جابتك لوسط النار= يالي تدور من خصيمك قرارا
كانك ذبحت لراعي بالف صنقار = ايه ومال تغتني به فقارا
انص الضريغط كان انت دوار= تره يعطيك الحق ماهو ممارا

فيقول التبيناوي انص الضريغط اي اسأل الضريغط ليعطيك الاجابه بان شمر لم تنهزم وهوعارفه عند عنزه يحكم بين الناس ويقصد مبيريك ان الانتصار بالبل ويقول اسال العارفة الضريغط ينبيك ولما سأل الضريغط قال الانتصار لشمر لانكم مافكيتوا حلالكم والرجال تموت دون البل والحلال ولاتوخذ !!


وهم يقصدون هنا ان شمر انتصرت واخذت الحلال الذي هو سبب الهزيمة فيما بعد وانتصرت عنزه بالختام ولكنها خسرت حلالها وقوتها..!!!

ومن ثم ارسل سعدون القصيدة التالية :

ياراكب من عندنا فوق نسناس= يشدى ضليم جافل من خمايل
زين القفا ناب القرى مقعد الراس =ومعرب من ساس هجن اصايل

الى ان قال :


ركض علينا مسلط دايخ الراس =واكدا علينا بالنزل والحلايل
وفي روضة التنهات رمين الاباس = وجينا وراهم لين بيضا نثايل


التي رد عليها التبيناوي بعد انتصارهم على عنزة في معركة قمعة والتي يقول فيها:


يما عزلكم مسلط قاسي الراس= عن الشيل والمظهور عزل العدايل


والى اخر القصيده

اخيراً نستنتج من الاحداث ان بيضاء نثيل ليست من املاك شمر وان التمياط انتصر على عنزه في بيضاء نثيل وطردهم منها فهربوا عنزه بقيادة العواجي والمرتعد الى روضة التنهات وبعد تشتت الجموع الشمريه (لثقتهم بالنصر ) وكثرت الغنائم ووصول التمياط لروضة التنهات ومعه اربعين خيال من شمر ليرد العنوز على التمياط وتحفزهم كثرتهم لينقلب النصر في بيضاء نثيل الى هزيمه في روضة التنهات والتي لم تكن نصراً محققاً لان عنزه فقدت حلالها وقوتها في بيضاء نثيل والرجال تموت دون الحلال !!

اتمنى اننا وضحنا بما فيه كفايه وهذه هي الحقيقه الدامغه لكل كذاب مفتري على التومان والتمايطه وشمر عموماً !!